النصر والهلال بين العسل والعلقم!

منيف الحربي

TT

تعود الرياضيون على جملة «العاصمة تنام هادئة»، حينما تنتهي لقاءات النصر والهلال بالتعادل، لكن مباراة الليلة في نصف نهائي كأس ولي العهد لا يمكن أن تؤدي إلى مثل هذه النتيجة، فلا بد من وصول أحدهما للنهائي عبر بوابة الجار، بينما يتحتم على الآخر المغادرة من ذات البوابة، الأمر الذي يعطي التأهل والخروج نكهتين متباينتين، الأولى بطعم العسل والثانية كالعلقم، أي إن العاصمة ستشهد صنفين من الساهرين، الأول يسهر فرحا والثاني ألما!

لا شك في أن التأثيرات السلبية ستكون قاسية على الخاسر، لكن هذه التأثيرات متفاوتة، فالخسارة مع تقديم مستوى جيد تختلف آثارها عن الخسارة الناتجة عن مستوى ضعيف، أيضا الأزرق ربما يستطيع استيعاب صدمة الخسارة بحكم حظوظه القوية في لقب الدوري، بينما أفترض أن يكون لدى الجهاز الإداري النصراوي القدرة على امتصاص الخسارة بحكم وجود متخصص في تعزيز القدرات، ولأن الفريق تنتظره مباراة آسيوية مهمة الأسبوع القادم.

فنيا، يدخل الطرفان اللقاء وهما يعيشان أوضاعا متشابهة، فالرضا الجماهيري في أدنى درجاته بينما يسيطر التخوف على الأجواء، مع ملاحظة أن العنصر الأجنبي الهلالي أفضل وأكثر فعالية، وإذا كان دفاع الفريقين يرتبكان عند أي ضغط، فإن ما يعيب الدفاع الأصفر هو ارتباكه حتى لو لم يكن هناك أي ضغط، بل إنه يتفنن في صنع الهدايا المجانية وأحيانا يشرك حارس مرماه في هذه هذا التفنن، وربما يعول البعض على عودة المصابين مثل عبد الغني وبيتري، لكن هذه العودة محفوفة بغياب الانسجام وفقدان حساسية اللعب!

باختصار شديد، للمباراة مفتاحان رئيسيان، الأول: تعدد مصادر الخطر الهجومي الهلالي مقابل التفكك الرهيب الذي ينتاب دفاع النصر في أحيان كثيرة وبصورة بدائية جدا، والثاني: الروح النصراوية المعروفة تاريخيا والتي إذا ما كانت حاضرة مع التزام اللاعبين بالانضباط التكتيكي فإنها ستقلب موازين القوى!

من يستخدم مفاتيحه بالشكل الصحيح سوف يعبر للنهائي بكل ثقة، أما من يعجز عن ذلك فعليه أن يقلب الصفحة ويبدأ من جديد!