«وحدة» سعودية

عادل عصام الدين

TT

أعترف أنني أشعر بالسعادة وأنا أرى الوحدة والاتفاق في نصف نهائي كأس ولي العهد لكرة القدم، حتى وإن كانت المباراة أقل وزنا وجاذبية من مباراة الهلال والنصر، بل لو كان الاتحاد والأهلي، أو الاتحاد والشباب مثلا، في مكان الوحدة والاتفاق لكانت الجاذبية أكبر، والاهتمام الجماهيري والإعلامي أكبر.

غياب نادٍ كبير كالاتحاد مزعج بلا شك. بين أعوام 1385 - 1389 هـ حضرت فرق البطولات الكبيرة في النهائيات. في عام 1385 كان النهائي بين الأهلي والاتفاق وانتهت المباراة لصالح الأهلي الذي فاز بكأس الملك بجدارة، بعدها بعام كان النهائي بين الوحدة والاتفاق وانتهت المواجهة لصالح الوحدة، وكان الكأس من نصيب الوحدة، وبعد تلك المباراة انتهى عهد الوحدة مع البطولات الكبرى. وبعد ذلك بعام كانت المواجهة بين الاتحاد والنصر وفاز الأول 5/3 بعد مباراة تاريخية لا تنسى. أتحدث عن المستوى والأهداف والإثارة. وبعدها بعام التقى الهلال والاتفاق وفاز الثاني ونال كأس الملك لأول مرة في تاريخه. وبعدها بعام، أي 1389، كان النهائي بين الأهلي والشباب حيث أقيمت المباراة ولأول مرة على ملعب الملز - سابقا - ستاد الأمير فيصل بن فهد حاليا وفاز بالكأس الأهلي.

إذن.. في خلال 5 سنوات فقط شاهدنا الأهلي والوحدة والاتفاق والاتحاد والنصر والهلال والشباب. هذه هي فرق البطولات، بقي خارجها فريقا القادسية والرياض، حيث تمكن الناديان من اللحاق بالركب بعد سنوات طويلة. وكنت تناولت في كلمة سابقة عودة الوحدة والاتفاق للواجهة والأضواء، حيث يلتقي الفريقان في نصف نهائي كأس ولي العهد، حيث يأمل الفريقان في الوصول إلى النهائي لمواجهة الفائز من الهلال والنصر.

ومع أن معظم المتابعين يرون أن الفائز من الهلال والنصر أقرب للفوز بالكأس، أرى أن مجرد وصول الاتفاق أو الوحدة هذا العام تحديدا يعد إنجازا طيبا لأحدهما، علما بأن فريق الاتفاق كان أفضل حضورا وبكثير من الوحدة خلال العقود الماضية، ناهيك بتفوقه الفني في الحاضر، ولذلك أقول إن الاتفاق أكفأ فنيا وأفضل عناصريا، ولا شك أن فوز الوحدة يعد مفاجأة وعودة تاريخية لمنصة البطولات.

فريقان من الرياض، وفريق من الشرقية، وفريق من الغربية، وبذلك تحضر الفرق التي مثلت الكرة السعودية من البدايات ولا تزال قاعدة المنافسة كبيرة رغم فارق الإمكانات، والاختلاف في سجل البطولات بين نادٍ وآخر.

ومع أن فريق الاتفاق لم يفُز في الأعوام التي ذكرتها، من 85 إلى 89، إلا ببطولة واحدة عندما تفوق على الهلال بقيادة «الفصمة» إخوان، إلا أنه كان الأفضل بالأرقام على اعتبار أنه الوحيد الذي لعب في 3 نهائيات في تلك المدة.

عودة الاتفاق مطلوبة، تسعد الجميع بلا شك، وعودة الوحدة مطلوبة جدا، ويكفي أن نقول إن الفريق الذي قاده المرحوم.. المدرب الوطني حسن سلطان عام 1386 للفوز بالكأس الغالية، لم يتمكن بعد ذلك من الفوز ببطولة كبيرة.

بالأمنيات لن تتحقق البطولات، فالفريقان يحتاجان إلى عمل الكثير للعودة القوية، ليس في هذه البطولة، بل في البطولات القادمة لإثبات الوجود و«الحضور» على الهلال.. والاتحاد.. الشباب.. الأهلي.. النصر.

[email protected]