أخلاقيات كرتنا في مهب الريح!

عبد العزيز الغيامة

TT

وأنت تشاهد وتقرأ ردود فعل مسؤولي ولاعبي النصر والهلال حيال ما جرى من أحداث في لقاء الديربي ليلة الجمعة الماضية ستدرك بلا شك أن الأول مصيب والآخر مخطئ، أو العكس.. الجميع يتشبث بالشهود، وكلاهما يؤكد: لدينا أدلة ثابتة وبراهين حقيقية ضد لاعبكم وما قاله للاعبنا!!

بالنسبة لي أرى أن كليهما يحاول اللعب بالنار، بينما الواقع يقول إنهما لا يديران الأمور بحكمة أو اتزان، بمعنى أن القانون أو الشرع لو فرض على نجومهما لما شاهدنا حسين عبد الغني ورادوي وأحمد عباس وفيلهامسون حاضرين في المباريات المقبلة لأي من الفريقين، بل سنجدهم في مكان آخر يليق جدا بما قالوه وفعلوه!

ما قاله رادوي مخجل، على الرغم من أنه ينطلق من بيئته وثقافته التي لا تعاقبه على ما يقوله، وتصرفات حسين عبد الغني، التي لا تنتهي، تبدو مخيبة للآمال في ظل أنه طائش ويفقد أعصابه في أبسط الأمور ولا يتعلم من أخطائه التي ارتكبها في سنوات مضت سواء كان مع مرزوق العتيبي أو حسن خليفة أو أحمد الفريدي أو.. أو.. أو!

أيضا أحمد عباس بدا أكثر مبالغة في الخروج عن النص في الفترة الأخيرة، وما معسكر الكويت إلا دليل على ما تظهره شخصيته من توتر تجاه أي لاعب يتعارك معه في الملعب، والحال ذاته للسويدي فيلهامسون الذي يشوه جماليات أدائه وإبداعاته على المستطيل الأخضر بحركات لا ترتقي إلى سمعته ومكانته وقيمته الفنية!

على النصراويين والهلاليين، في رأيي، أن يتراجعوا عن الشكاوى التي عزموا على القيام بها للمحاكم الشرعية ضد كل طرف منهما، ليس تجاهلا لتلك الأحداث التي ظهرت في لقاء الديربي، وإنما لترك مناقشة هذه التصرفات للمرجع، وأقصد بذلك اتحاد الكرة السعودي!

لجنة الانضباط، ومعها في ذلك الفنية، عليهما أن تكونا أكثر شراسة وعنفا تجاه هؤلاء النجوم الذين لا يستحقون أبدا أن يكون لهم معجب أو محب ما دامت هذه هي أخلاقياتهم!

أعرف أن كرة القدم مثيرة، ولذتها في مشكلاتها، لكن ذلك لا يعني أن نتفرج على تفاهات وبذاءات عبد الغني ورادوي وعباس وفيلهامسون.. والكرة الآن، في رأيي، على طاولة الانضباط والفنية، وكلتا اللجنتين مطالبة بضرورة الضرب بيد من حديد تجاه هؤلاء النجوم.. على هاتين اللجنتين أن توقفاهم عند حدهم، وأقترح أن يتم توجيه إنذار نهائي لكل اللاعبين المذكورين بأن أي سلوكيات مشينة أو ألفاظ بذيئة أو أفعال «قليلة أدب» سيكون مصيرها الترحيل أو الإبعاد نهائيا عن ممارسة كرة القدم، ولا بأس أيضا في التغريم الباهظ ماديا ليس بـ20 ألفا أو 50 ألفا بل بالحسم لـ3 أشهر من رواتبهم، ولا مانع في أكثر وأكثر.

أما الإدارتان في الناديين، اللتان توقعتا أن تكونا أفضل حالا في التعامل مع مثل هذه الأحداث فالحقيقة تقول إنهما سقطتا ببياناتهما الإعلامية الضعيفة، وعلى اتحاد الكرة أن يلفت نظرهما ويوقف تجاوزهما، فما نعيشه حاليا لا يتحمل أي سقوط بهذا الشكل المخجل والمسيء!

[email protected]