انتصار العقل الهلالي

مسلي آل معمر

TT

جسدت مباراة نصف نهائي كأس ولي العهد المستوى الفني الحقيقي لكل من الهلال والنصر، حيث قدم لاعبو الفريقين ما يستطيعون تقديمه، وفي الأخير انتصرت المهارة والكفاءة دون أي مؤثرات حظ أو تحكيم، وقد يغضب مني كثير من النصراويين إذا قلت الحقيقة المرة، وهي أن الفروقات لا تزال واضحة لصالح الهلال على مستويات عدة، وتتمثل في: المستوى الفني، الكفاءة الإدارية، القوة الإعلامية، عدد البطولات، والتكاتف الشرفي، فيما لا يزال التنافس حاضرا فقط على مستوى المدرجات، مع تفوق نصراوي شرفي في الصرف على الفئات السنية، وأقول (الصرف) فقط وليس إنتاج المواهب!.

أعتقد أن مربط الفرس في هذه المقارنة هو الفكر والكفاءة الإدارية، لأنهما من يتحكم في بقية العناصر، ولأنهما من يصنعان النجاح أو الفشل، وهنا سأضرب مثالا بسيطا: كان نواف العابد وعبد العزيز الدوسري والسديري وشافي الدوسري يلعبون أضدادا لفهد الرشيدي وعبد الإله النصار وعبد الله الشمري وشايع شراحيلي في منافسات الناشئين والشباب، غير أن سامي الجابر قرأ بوادر نجومية شباب ناديه، ولمح مواهبهم فضمهم للفريق الأول، ثم انتقل اثنان منهم إلى المنتخب، هذا رغم ازدحام صفوف الهلال باللاعبين الدوليين والأجانب المميزين، بينما بقي الرباعي النصراوي أسرى للفريق الأولمبي ومدربه (الداهية) بأمر من سلمان القريني، ذلك رغم أن النصر لازال يعاني في بعض المراكز، والدليل هو أن لاعب الشعلة عمر هوساوي فرض نفسه أساسيا بعد انضمامه بأسبوعين فقط، عدا أن أجانب الفريق لا يستحقون المشاركة أساسيين.

أما عن مدرب الفريق، فقد سُئلت في إحدى الصحف عن رأيي في زينغا قبل إقالته، فقلت: إذا كانت إدارة النصر ترى أن تعاقدها مع زينغا كان خطأ وتريد إقالته وتعيين بديلا في منتصف الموسم، فإنها تعالج الخطأ بخطأ أكبر منه، لكن يبدو أن أقوال بعض القريبين من النادي أصبحت حقيقة، حيث أن المشكلة كانت في أن من تعاقد مع زينغا هو الرئيس، وكان المدرب يعتبره مرجعيته ولا يقبل تدخلات الآخرين، لذلك عملوا على إبعاده، واختاروا مدربا بالمواصفات التي يريدونها، وأهمها أن يعرف مرجعيته جيدا، وبالتأكيد أنه يعلم أن من عينه قادر على خلعه!.

خلاصة الأمر هي أن هناك من يعتقد أن النصر قد تحسن، والحقيقة أن هناك هبوطا حادا في مستويات الاتحاد، والشباب، والأهلي، وأغلب الفرق الأخرى، بل إن الفريق بلاعبين أقل مستوى، وبدون شريك استراتيجي، حقق بطولة عام 2007، ووصل إلى نهائيين في عام 2008، ثم غاب عن النهائيات والبطولات في العامين الأخيرين، وإذا كان القائمون على النصر يرون فريقهم عالميا وكبيرا، عليهم ألا يرضوا في نهاية كل موسم بأن يكون نصيبهم من البطولات أقل من نصيب منافسهم التقليدي!.

[email protected]