ابتزاز..!

عادل عصام الدين

TT

«إن نظام الاحتراف في المملكة لن يكتمل ويصبح فاعلا إلا بتحرير الأندية، خصوصا أندية دوري زين، من الابتزاز الذي يمارسه بعض رجال الأعمال وبعض المتنفذين الذين يدفعون بعض الأموال لتلك الأندية ويديرونها على حسب أهوائهم الشخصية».

السطور السابقة كانت من أجمل ما قرأت مؤخرا، وقائلها هو عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم سابقا عبد الرحمن أبو ملحة.

حتى العنوان الذي اختارته جريدة «الوطن» من الحوار المطول كان: «الاحتراف لن يكتمل إلا بتحرير الأندية من الابتزاز»، وأنا أقول «صح لسانك» يا مهندس.

وأضيف أيضا أن الابتزاز لا ينحصر في الذين يدفعون «بعض» الأموال ويدخلون مجالس إدارات الأندية، بل في بعض الذين لا يدفعون الأموال أيضا.

صدق أبو ملحة، وإن كان كلامه ليس جديدا، حيث أكد أن الوقت قد حان لتحرير الأندية من خلال الخصخصة أو الشركات التي تديرها باحترافية ومهنية.

مشكلتنا الكبيرة، الأزلية، تكمن في العاطفة، إننا عاطفيون إلى درجة أننا نؤذي أنفسنا ونسيء لأنفسنا. الجماهير الطيبة تصفق لبعض هؤلاء الذين يبتزون الأندية ويدفع النادي الثمن. إنها العاطفة التي تضر بنا كثيرا. عاطفيون إلى درجة التطرف، وهل هناك أكثر من مباراة الهلال والنصر الأخيرة؟!

أعجبتني جدا المباراة، وقد كتبت قبل أيام بعنوان «شفت الهلال؟!». أداء «برشلوني» جذاب للأزرق، ومع أن النصر خسر وفاجأني بحضوره الباهت فإن المباراة إجمالا كانت نظيفة.. ممتعة، ومع الأسف الشديد كنا أسرى كالعادة للعاطفة.. والتشنج، والمبالغات، حيث لا تزال تداعيات المباراة تلقي بظلالها على «أجواء» وسطنا الرياضي. تفاهات.. وترهات.. وسخافات، فلم يعد هناك من يتحدث عن الجوانب الفنية. لا حديث عن الإبداعات.. في ظل هذه التفاهات! إنها المبالغة.. والتطرف الذي يؤثر بالسلب على مسار كرة القدم السعودية. نبالغ عند الخسارة.. وعند الفوز.

وبالمناسبة، أهنئ الوحداويين الذين فازوا على الاتفاق بجدارة وتأهلوا إلى نهائي كأس ولي العهد لكرة القدم بعد غياب طويل.

وكنت كتبت عدة مرات عن مواجهة عام 86 في نهائي كأس الملك بمناسبة مباراة الوحدة والاتفاق حيث كان الفوز آخر عهد للوحدة مع البطولات.

وبعد نهائي «الوحدة والاتفاق» جاء الدور للحديث عن نهائي «الوحدة والهلال» عام 1384.

شخصيا.. لا أنسى تلك المباراة في نهائي كأس ولي العهد. كنت أستمع للمباراة عن طريق «الراديو»، وكل ما أتذكره أن فريق الوحدة انسحب لعدم احتساب هدف سجله في مرمى الهلال، ولذلك كانت المباراة هي آخر مباراة نهائية وفي بطولة كبيرة.. تنتهي بالانسحاب.

في ذلك عام 1384 استطاع الهلال لأول مرة في تاريخه أن يجمع بين البطولتين الكبيرتين، وفي نفس العام أيضا فاز الاتحاد ببطولة المصيف «الرسمية» آنذاك، وكان قد خسر أمام الهلال بركلات الترجيح ففاز الهلال بكأس الملك.

مرة أخرى أهنئ الوحداويين الذين ذكروني بحضورهم اللافت بالكثافة الجماهيرية.. بـ«ساحة إسلام» وجماهير الوحدة التي كانت «الأول» حضورا ومؤازرة قبل 45 عاما.

وأختم بتقديم النصيحة للوحداويين، ما دمت أتحدث عن العاطفة والمبالغة: لا تبالغوا كثيرا...!!!

[email protected]