عزيز وعبد الغني واللجنة الثلاثية غير المؤهلة

موفق النويصر

TT

اجتمعت يوم الأحد الماضي لجنة ثلاثية مكونة من لجنة الحكام واللجنة الفنية ولجنة الانضباط، للبت في القضية التي تناولها الإعلام الرياضي خلال اليومين الماضيين، حول الشكوى المزمع رفعها من قبل خالد عزيز لاعب نادي الهلال ضد حسين عبد الغني لاعب نادي النصر، والتي يتهم فيها عزيز اللاعب عبد الغني بقذفه بألفاظ نابية تصل لحد القذف، أثناء مباراة الفريقين في بطولة كأس ولي العهد.

في اعتقادي أن تشكيل هذه اللجنة كان خاطئا منذ البداية، فحكام المباراة الأجانب لم ولن يدونوا التلفظ في تقريرهم حتى ولو سمعوه، لاختلاف اللغة بينهم وبين اللاعبين، وبالتالي وجود لجنة الحكام في هذه اللجنة باطل، وما ينسحب على لجنة الحكام ينطبق على اللجنة الفنية، التي تبني أحكامها على ما يتم تدوينه في تقرير حكم المباراة والمراقب الفني لها، وعليه فوجودها في هذه اللجنة «زي قلته» كما يقال بالعامية.

تبقى إذن لجنة الانضباط وهي التي تتخذ قراراتها بناء على الأخطاء التي لم يشاهدها حكم اللقاء، وأظهرتها كاميرات التلفزيون الناقلة للمباراة، أو رصدتها اللجنة بنفسها مباشرة.

غير أنها في هذه الحالة قررت الاستعانة بلجنتي الحكام والفنية، لمساعدتها فيما أوكل لها من مهام، بعد أن شعرت بعظم المسؤولية الملقاة على عاتقها، كونه خارج نطاق صلاحيتها، ويفترض أن يبت فيها أشخاص لديهم صفة قضائية، كون الفعل تجاوز الشأن الكروي.

الغريب أن لجنة الانضباط التي قررت استدعاء خالد عزيز وحسين عبد الغني لسماع أقوالهما في القضية محل النزاع، تجاهلت استدعاء رادوي لسماع أقواله حيال التصريحات التي أطلقها «فضائيا» ضد عبد الغني بعد المباراة، وأصدرت حكمها بوقفه مباراتين وتغريمه 20 ألف ريال.

السؤال هنا لو كان رادوي لم يقصد المعنى الحرفي الذي وصل إلى لجنة الانضباط، وأنه قصد معنى آخر بحسب ثقافته ولغته، فهل من المقبول إصدار عقوبة بحقه على قول لم يقصد به الإساءة إلى زميله في الفريق الآخر.

والأمر الآخر لو أن رادوي قصد اللفظ الذي وصل إلى اللجنة، فهل من المقبول لدى من تعرض للقذف «فضائيا»، أن يعاقب خصمه بالإيقاف مباراتين رسميتين، وغرامة مالية ستؤول في نهاية الأمر إلى صندوق اتحاد الكرة.

شخصيا أعتقد أن هذه القضية وغيرها من القضايا التي بدأت تظهر على الساحة الرياضية، تؤكد الحاجة الماسة إلى وجود جهة قضائية مستقلة عن اتحاد الكرة تنظر فيها، وخاصة تلك التي تنشأ بين اللاعبين والأندية ولجان اتحاد الكرة، مذكرا بقضية أحمد الفريدي وحسين عبد الغني قبل موسمين تقريبا، عندما اتهم الفريدي عبد الغني بتوجيهه ألفاظا نابية ضده في مباراة دورية بين الفريقين، فما كان من اللجنة بعد سماع أقوال اللاعبين إلا أن غرمت كل واحد منهما مبلغ 10 آلاف ريال، دون أن نعلم الآلية التي اتخذتها لإصدار هذا الحكم، ولماذا تساوى الشاتم والمشتوم في هذه القضية.

أخيرا فإن التهديد الذي ساقته لجنة الانضباط في بيانها بالشطب والمنع من ممارسة كرة القدم لكل من يلجأ للتقاضي خارج المنظومة الرياضية، وإن كنت اتفق مع مضمونه الداعي إلى نظر القضايا الرياضية ضمن المنظومة الرياضية، كما هو معمول به في قضايا النشر لدى وزارة الإعلام، والأخطاء الطبية لدى لجنة الأخطاء الطبية في وزارة الصحة، إلا أنني أعيب على البيان اعتماده لهذا النهج دون أن تكون هناك جهة مؤهلة قانونيا للنظر في القضايا الرياضية.