«أرض البلهاء»!

عادل عصام الدين

TT

الصحافيون الرياضيون.. سمعة رديئة ومشكلات مهنية

عندما تكون صحافيا رياضيا فإن هذا معناه أنك تعمل في تخصص وظيفي يجمع بين المسؤوليات العامة للمهنة وبين مطالب معينة يفرضها الجمهور الذي توجه إليه هذه الأنشطة والأخلاقيات المهنية، لذلك فإن الصحافيين الرياضيين لا يختلفون من حيث المبدأ عن الصحافيين الذين يعملون في أي مجال آخر.

هناك تدرج وترتيب في المكانة والتقدير. وهذا التدرج يضع المجالات الجادة كالسياسة في القمة والمجالات الأقل جدية مثل صفحة التسلية والفنون في القاع. أما الصحافيون الرياضيون فإن تخصصهم تعترضه مشكلتان متلازمتان، وهما الاهتمام الشعبي والتركيز على الجسم بدلا من العقل، وبالتالي فإن ترتيبه يأتي في الدرجات الدنيا في هذا التدرج.

أشار هننغهام إلى المكانة الفريدة شبه المنعزلة للرياضة في المؤسسات الإعلامية تساعد على تغذية شعور الصحافيين الرياضيين بأن مهنتهم تختلف عن باقي التخصصات الصحافية. بمجرد أن يدخل الصحافيون الرياضيون الصغار إلى قسم الرياضة فإنهم غالبا ما يظلون في هذا القسم بدلا من الانتقال إلى تخصص آخر أعلى مكانة.

إننا نلاحظ أنهم يظلون محصورين في تخصص صحافي واحد يشبه ما يطلق عليه «أرض البلهاء». وقد ذكر أحد الصحافيين الرياضيين أن الصحافة الرياضية تعتبر إلى حد ما طريقا مسدودا لا يمنحك فرصا واسعة للتقدم والرقي.

وقد ذكر أحد الصحافيين الرياضيين أن بعض الواعدين انصرفوا من الصحافة الرياضية بسبب السمعة السيئة لهذا التخصص، حيث إن هناك وصمة تدفع الصحافة الرياضية وتجعلنا ننظر إليها على أنها ليست صحافة بالمعنى المعروف.

ثمة مشكلة أخرى في مجال الصحافة الرياضية تتمثل في تعيين صحافيين رياضيين غير مدربين أو مؤهلين على أساس الإنجازات التي حققوها في مجال الرياضة، والتي ساهمت في تعزيز الصورة السلبية لجانب كبير من الصحافة الرياضية حتى من داخل المجال نفسه. وقد قال أحدهم: «أعتقد أنك تستطيع أن تستمر في الكتابة بأسلوب متواضع إذا كنت صحافيا رياضيا». والأدهى والأمرّ أن بعض المشاهير من اللاعبين توضع أسماؤهم على مقالات لم يكتبوها. وهناك جوانب واسعة أخرى تتعلق بأخلاقيات العمل الصحافي ومن بينها احتمال أن يتعرض الصحافي لخطر التحول إلى مجرد قائد للمشجعين للفرق الرياضية، بدلا من أن يحافظ على استقلاليته كصحافي.

ومن المحتمل أن الصحافيين الرياضيين يشعرون بالرضا بوجه عام في ما بينهم، ولكنهم يكونون أقل شعورا بالرضا عندما يذكرهم الباحثون الذين يجرون معهم المقابلات بأن أقرانهم من الصحافيين الذين يعملون في مجالات أخرى غير مجال الرياضة ينظرون إليهم في الغالب على أنهم أدنى مستوى.

السطور السابقة نقلتها بتصرف من الكتاب الرياضي الشهير «الرياضة والثقافة ووسائل الإعلام» من تأليف ديفيد روي وترجمة هدى فؤاد. قدمت هذه السطور وتعمدت أو تفاديت إبداء رأيي تاركا لكل منكم إبداء رأيه، علما بأن ديفيد روي يتحدث عن الصحافة الرياضية في بعض الدول الغربية، علما بأن ثمة جوانب إيجابية مضيئة تتعلق بالعمل في هذا المجال.

[email protected]