لغة البغضاء الدارجة!

مساعد العصيمي

TT

أجد نفسي مضطرا لأن أتحدث عن الإشكاليات أكثر مما يذهب إلى القيمة التي نتمناها لفرقنا الأربعة التي ستنافس، بدءا من اليوم، في الدوري الآسيوي، حيث طفقت أتساءل عن المشكلة التي تعاني منها كرة السعودية.. وفي كل مرة أجد أن الإجابة تتمحور حول أن هناك فيضا من الكره قد تجاوز الحب، أما كيف ذلك، فاقرأوا الخطاب الصادر من الأندية والإعلام المنتمي لها، وحتى من بعض لاعبيها لتجدوا جوابا عن ذلك.

في إشكالية التنافس والبحث عن كل ما يعيق المتفوق أو يخل بمسيرته.. التسابق محموم، ولا أقل من المطالبة بإقصاء اللاعبين وترحيلهم أو حتى إيقافهم حينا كل مرة.. الآن هناك من يتحدث عن العادات والقيم والسلوك القويم.. وحين كانت مدرجات كاملة تردد عبارات مسيئة فيها من البذاءة اللفظية الشيء الكثير بحق حكم أو لاعب وناد.. كان التجاهل هو العنوان.. واستمر التجاهل، حتى في إشكالية المنشطات، على الرغم من أنها قد ضربت المصداقية في مقتل، ولهذا ولأجله أقول نعم، أخطأ رادوي، وكان كلامه مؤلما، لكن لماذا قال هذا الأجنبي حديثه هذا ولماذا أصر عليه؟ هنا مربط الفرس، وعليه، لم يكن بمقدور الاتحاد السعودي لكرة القدم، ولا حتى لجانه، أن تبت في إشكالية رادوي دون تحقيق موسع يفصل في كل صغيرة أو كبيرة.. لكن الاتحاد أراد أن يكون سيفا حاسما، فكان المقرر والمطلع دون تثبت، وأحسب أنه استعجل.. الإشكالية كانت تحتاج إلى لجنة مستقلة تتقصى، تبحث، تحقق؛ ما الذي دفع هذا الروماني لقول ما أفاض به؟

أقول إن المسألة تجاوزت حدود القرارات المعلبة المفصلة لتبلغ شأن التحقيق المتكامل الذي يفك طلاسم القضية، ينصف صاحب الحق.. نعم، فحينما تكون هناك إشكالية؛ فلا بد من البحث عن كل الخيوط، بل ولنستشهد بما يحدث أوروبيا في هذا الشأن، وعليه، فلماذا وضعت المحاكم الرياضية؟ هل لأجل إصدار قرارات معلبة؛ تأخذ بالقشور، وتتخلى عن المضامين؟

أؤكد أن قضية رادوي وعبد الغني كانت مفصلية بتاريخ القرار الانضباطي السعودي؛ ففيها، وعبرها، سنحدد مساراتنا تجاه إشكاليات كثر أرقت كرتنا وعانت من أجلها وبسببها.

خلاصة القول إن الأندية السعودية تخوض غمار المحفل الآسيوي وهي تحمل في جنباتها ألم التعامل فيما بينها ومع اتحادها.. النزق.. التلاسن.. لغة الرفض والكره.. البحث عما يوجع المنافس.. التغني بإخفاقاته.. بل تمني إخفاقه.. وأقول إن السبب هم ثلة من إعلاميين متكسبين وإداريين فارغين، لم يحسنوا صنعا بأنديتنا، فزادوها ألما وتعصبا، وبعد ذلك هل نتوقعها نموذجية، أو على أقله، بحالة نفسية جيدة قبل الاستحقاقات الخارجية؟!

[email protected]