الحكم «الأجنبي».. للأبد!

عادل عصام الدين

TT

جميل جدا أن يهتم الاتحاد السعودي لكرة القدم بالجيل الجديد من الحكام، وقد لفت انتباهي خبير التحكيم «الأجنبي»، وهو يتحدث عن الاهتمام الكبير بالحكام الجدد، مطالبا بضرورة الاهتمام بكل الجوانب مثل الدورات والقاعات الدراسية والخبرات النظرية والعملية والتطبيق المنهجي.

الحقيقة أن ثمة اهتماما كبيرا بدفع أكبر عدد من الحكام مع التركيز على الدورات والدراسات والتطبيق. لا ننكر هذا الاهتمام، ولا ننكر وجود رغبة جادة في الدفع بجيل جديد، وتطوير التحكيم. لا شك أن الرغبة موجودة، والخطوات علمية جيدة، لكنّ المسؤولين أو المعنيين بهذا الشأن لم يدركوا بعد أن مشكلة التحكيم في ملاعبنا.. «ليست هنا».

المشكلة ليست في عدد الذين يتم ضمهم إلى سلك التحكيم، وليست في نوعية الدورات، ولا نجاح التحكيم. مشكلتنا الأزلية.. الغامضة.. العجيبة هي «كيفية» اختيار الحكام.. لإدارة المباريات.

أقولها بشكل مباشر، إن من يتابع «كيفية» الاختيار يشعر أن «التحيز» وعدم المنهجية وعشوائية الانتقاء تبدأ قبل أن يذهب الحكم إلى الملعب، أي منذ أن يوضع «الجدول» أو التقسيم الأسبوعي للمباريات.

ومرة أخرى أكرر: إننا لا نضع الحكم المناسب في المكان المناسب. ومن هنا أتوقع أن تستمر الحاجة إلى الحكم الأجنبي مهما حاولنا واجتهدنا في ما يتعلق باستقطاب الخبراء وتنظيم الدورات ومهما منحنا من «شارات». «الشارة» الدولية شيء... و«أسلوبنا» في الاختيار شيء آخر.

اختيار حكامنا يعتمد على «المزاجية» و«الفوضى»، ولذلك لن يصلح العطار ما أفسده الدهر. لن تنفع الدورات ولا الخبراء ولا قاعات الدراسة ولا التطبيق ما دامت لجان التحكيم تتجاهل منذ عقود «الطريقة الصحيحة» في اختيار الحكام من كل أنحاء مناطق السعودية.

وبمناسبة الحديث عن مشكلات التحكيم «الأزلية» في ملاعبنا، أعجبني كتاب رياضي صدر مؤخرا وهو من أحدث الإصدارات في هذا المجال بعنوان «الإعداد النفسي لحكم كرة القدم». الأمر الذي يعني أن الحكام مثل اللاعبين.. يحتاجون إلى إعداد نفسي قبل المباريات. ولي عودة لمناقشة هذا الموضوع باستفاضة في القادم من الأيام بإذن الله.

[email protected]