رؤساء لا يفهمون؟!

عبد العزيز الغيامة

TT

لا يعرفون سوى الشطب.. هذه هي ثقافتهم التي ترسخت وتجذرت في نفوسهم منذ عقود.. حينما يخطئ اللاعب يطالبون بشطبه.. لا يعرفون معنى للإصلاح، أو التقويم، أو محاولة معرفة الأسباب التي أدت بهذا اللاعب، أو مدير الفريق، أو المدرب، أو الحكم، إلى الظهور بتصريحات مخالفة أو مسيئة!

يقول الأمير فيصل بن تركي رئيس نادي النصر: «ليس من حق اتحاد الكرة السعودي أن يمنعنا من اللجوء إلى الشرع.. نريد شطب رادوي.. سنحتكم إلى ديوان المظالم حينما يرفض طلبنا.. هذه العقوبات لا تكفي». تصريح لم أود سماعه من رئيس يفترض أن يمثل جيلا كبيرا من الشباب.. رئيس يفترض أن تكون ثقافته ليست إقصائية، أو تفتقد الحوار، أو ما يسمى بالرأي والرأي الآخر.. قد تقبلها من رئيس عادي أو مشجع، لكن للأسف أن تكون هذه هي الفكرة راسخة في عقل رئيس النصر!

إذا كان رئيس نادي النصر لا يعرف النظام الأساسي للاتحاد السعودي لكرة القدم فتلك مصيبة، وإذا كان لا يدرك أن أسباب اتجاه الاتحاد السعودي لهذا القرار إنما هو صادر من جهات أعلى يتبع لها هذا الاتحاد فالمصيبة أعظم!

كنت أعرف أنه ليس من حق عبد الغني نظاما أن يلجأ إلى الشرع، لأن هناك سلطات قضائية في اتحاد الكرة هي قادرة على أخذ حقه.. قد لا يعجبه القرار الصادر من لجنة الانضباط، وهذا حق من حقوق قائد النصر، ورئيس ناديه الأمير فيصل بن تركي، لكنهما يستطيعان أن يتظلما إلى ما يسمى بلجنة فض المنازعات الرياضية التابعة للجنة الأولمبية السعودية.. هي موجودة وقادرة على رد الحق إن كان لهما حق أكبر في عقوبة رادوي!

بالنسبة لي أجد أن اتحاد الكرة ولجنته الأولمبية السعودية يتحملان جزءا من المسؤولية في القضية، لأسباب كثيرة من أبرزها أنهما لم يبينا للأندية مفهوم لجنة فض المنازعات.. نعم أيها المسؤولون، متى تلجأ الأندية إلى هذه اللجنة؟!

هي سلطة قضائية تفصل بين الاتحاد، والنادي، واللاعب، والمدرب، والحكم، والوكيل، وكل من له علاقة بالرياضة. كنت أتمنى من الزميل سعيد الهلال المعد لبرنامج «خط الستة» أن يسأل الأمير فيصل بن تركي، هل العقوبة التي تعرض لها من قبل لجنة الانضباط حينما همّ بالاعتداء على رجل الأمن، وأخذ الكاميرا الرسمية التي يحملها كانت كافية!!.. الكثيرون يا سمو الأمير لم يكونوا مقتنعين مطلقا بكفايتها.. كان مفترضا أن تكون أكبر.. كان الجرم أكبر لكن اللجنة تجاوزت لوائحها، وربما أنها لم تستطع أن تعاقبك بأكثر من ذلك.

بصراحة أكثر، إذا كانت هذه هي الطريقة التي تدار بها الأندية، فعلى أنديتنا السلام، والحقيقة الكبرى التي أتمنى أن تعيها لجنة الانضباط، ومن وضع قوانينها المتباينة «وهو لا يفقه في كرة القدم وأحوالها»، أنهم عشوائيون، ولم يصلوا بعد إلى المرحلة التي ترضي الإعلام والشارع الرياضي!

يا رئيس اللجنة الأولمبية السعودية واتحاد الكرة.. زمن الضعف ولى، ويجب أن لا يعود.. مللنا من تجاوزات رؤساء الأندية واللاعبين، وقبل ذلك اللجان الضعيفة، التي تعدل قوانينها في العام الواحد عشرات المرات، لأنها وبصراحة لا تعرف ماذا تفعل.. نعم، إنهم قانونيون لكنهم لا يفهمون ماذا يريدون!!

[email protected]