الدين والرياضة.. مرة أخرى!

منيف الحربي

TT

حينما طرح الزميل العزيز خلف ملفي قبل عدة أشهر قضية وقوف لاعبي النصر دقيقة صمت أثناء معسكر الفريق في إيطاليا قلت: «إن طرح مثل هذا الموضوع من زاوية حساسة لم يكن موفقا خاصة والوسط الرياضي يكفيه ما فيه من اشتعالات».

آنذاك كان رأي (الشيخ الدكتور) إبراهيم الخضيري محل نقاش حاد اختلط فيه الديني بالرياضي، المرن بالمتعصب، اللون باللون، في مهرجان آراء تحول لعراك مليء بالشتائم!

اليوم تعود القضية ذاتها من زاوية أخرى على خلفية التصريحات البذيئة التي أطلقها الروماني رادوي ضد عبد الغني، وتعليق (الشيخ الدكتور) عيسى الغيث عليها.. وليس جديدا أن نكتشف مثل كل مرة تناقضاتنا المُرّة، فالذين كانوا يقولون إن هذا شأن رياضي لا يستحق التهويل والربط بالدين، انقلبوا على مواقفهم وهم يؤيدون مليون في المائة اتجاه حسين للقضاء الشرعي، وبعضهم أصدر حكم القذف مرفقا بعبارات معهودة تدور حول أن الشرع فوق الجميع!

في المقابل أصبح الذين كانوا ضد وقفة لاعبي النصر (البسيطة والعادية) يبدون عدم اكتراث تجاه الإسفاف والبذاءة الصادرين من رادوي، ويخالفون رأي (الشيخ الدكتور) الغيث رغم أنه (قاض في المحكمة) مثل الخضيري تماما!!

أعرف أن الدخول في الجزئيات سوف يقودنا إلى تفاصيل تدور حول اختلاف الحالتين وأن الأولى كانت تمس شأنا عقديا بينما الأخرى تمس إشكالية رياضية، لكن الواقع أن قضية عبد الغني أكثر وجاهة فيما يتعلق باللجوء لرأي قضائي أو شرعي، ومع هذا فما زلت عند رأيي الذي قلته قبل أشهر وهو أن طرح مثل هذه المواضيع من زاوية حساسة لم يكن موفقا أيا كانت النوايا، وها نحن ندخل دهاليز محرجة ونجر مجالات أخرى لقضايا تعصبية، حتى لو رأيناها كبيرة فهي تظل صغيرة أمام (أمور أكبر) ربما تترتب عليها، ليس أقلها أن يكون الدين مجال تجاذب بين أطراف متعصبة تسعى لتوظيفه وفق ما ترى!

النصر العالمي

إذا كنا انتقدنا التهيئة الإدارية وطريقة المدرب وضعف بعض العناصر أو المراكز عقب الخسارة من الهلال، فإن المنطق يفرض الإشادة بالتهيئة الإدارية الممتازة وتألق اللاعبين جميعا وتعديلات الجهاز الفني لمباراة الاستقلال الإيراني التي قدم خلالها العالمي نفسه من جديد في روح قارية رائعة!

هذا لا يعني انعدام الأخطاء، سواء من الإدارة أو المدرب أو اللاعبين.. ولا ينفي وجود عوامل نقص ما زالت تحتاج لحلول (دائمة) وليست (مؤقتة)، لكنه يعني أيضا أن النصر لديه إمكانات جميلة تحتاج لعمل أجمل كي تكتمل الصورة.

أجل.. من الظلم لفريق لديه كل هذه الإمكانات أن يتأرجح محليا وأن يعاني ماديا وأن يبقى أسيرا لنظرية (المؤامرة والظلم) التي يروجها بعض منسوبيه عن عمد، ويسوّقها معظم أنصاره ببراءة.