إعصار بن همام سيقتلع بلاتر!

مساعد العصيمي

TT

كتبت في شهر مارس (آذار) من العام الماضي 2010 عن بن همام وبلاتر.. وشددت على أن الأول هو الرئيس القادم للفيفا.. لم أكن أرمي هذه المعلومات من واقع عاطفة.. أو علاقة.. بل من مقاييس استندت عليها من خلال لقاء الشخصيتين المذكورتين خلال مهمات إعلامية تكررت كثيرا.. للأول من خلال تاريخه الكروي الطويل.. وللثاني عبر جريدة «الشرق الأوسط» أثناء ترشحه في العامين 1998 و2002.. لكن الفيصل كان خلال الحوارين الموسعين التلفزيوني للقناة السعودية الأولى والصحافي لهذه الجريدة، وكلاهما في العام الماضي.. وفيها تلمست مدى القلق الذي يبديه السيد بلاتر من بن همام.. ليس إلا أنه يدرك إمكانياته.. وعلاقاته.. ناهيك عن شخصيته المتميزة التي جعلت من اتحادات قارية كثر تؤمن بقدرات هذا الرجل.. بل وعدم استغرابها من أن يكون هو رجل الفيفا القادم.

هنا لست بصدد قراءة المستقبل.. لكن ما أعلمه وأدركه أن بلاتر تلمس هذا الخطر الزاحف إلى مقعده من وقت مبكر.. وقبل أن يعلن بن همام ذلك.. وعمل على إقصائه مبكرا أولا من اتحاد آسيا ونتذكر ذلك المدد الكبير الذي قدم من أوروبا وعلى رأس طائرته الأولى بلاتر وبلاتيني لأجل إسقاط بن همام من تنفيذية الفيفا لمصلحة الشيخ سلمان آل خليفة.. لكن هيهات.. فرجل آسيا القوي ظل شامخا.

الحقيقة أن بلاتر خائف.. وبن همام واثق.. وعليه أرى أن إعلان بن همام اليوم عن ترشحه هو بداية القراءة الجديدة لاتحاد الكرة العالمي.. ومع تأكيدي هذا أشير إلى أن هناك من سيقول.. أليس بلاتر نفسه من تجاوز خصوما شديدي المراس والقوة كما كان حال السويدي ليونارت يوهانسن، والكاميروني عيسى حياتو.. أعود لتأكيد ما قلته من قبل إن بن همام من نوعية تعرف أين تضع قدمها قبل أن تخطو.. الجانب الآخر المهم في الموضوع أن بن همام كان هو من أخذ بيد بلاتر ليكون رئيسا للفيفا.. والشواهد والوقائع ظهرت جليه عن ذلك وشهد بها الأوروبيون قبل غيرهم.

ثمة جانب مهم في الموضوع وهو أن أسهم بلاتر باتت متدنية القيمة.. ولا أصدق من الحملة التي تشن عليه أوروبيا سواء من إنجلترا أو غيرها.. بل إن دولا كثيرة فعلت ذلك.. مبدية استعدادها لدعم منافسه.. الجانب الفيصل في الموضوع وهو ما جعل بلاتر وجلا جدا، هو أن الحسم سيركن إلى اختيار الدول الأعضاء جميعا «الكونغرس».. ونحن نعلم أن دول آسيا وأميركا الجنوبية وكثيرا من أفريقيا وأوروبا مع رجل آسيا القوي.. وعليه فلن يكون بن همام يوهانسن أو حياتو آخر!

من جهتنا، سننتظر بحول الله مايو (أيار) المقبل.. كي يكشف لنا ما ننتظره.. قد تكون سعادتنا أكبر من خلال تولي عربي لرئاسة الفيفا.. لكن السعادة ستنطلق أيضا من ثقتنا بقدرات هذا الرجل.. وعليه نقول: أقدم يا بن همام.. فالنصر سيكون حليفك.

[email protected]