الرياضة واجهة المجتمع

فيصل أبو اثنين

TT

مباريات كرة القدم لن تنتهي وبطولاتها لن تنقضي، وسوف تستمر ما دامت الحياة وما دامت الأرض، وهناك المحبون والعاشقون لها، وهم في ازدياد مضطرد، بل أصبحت الرياضة بشكل عام هي الواجهة الحقيقية للمجتمعات المتقدمة والمتطورة لأنها تتضمن مناشط كثيرة وقطاعات متنوعة تعكس مدى الحضارة المدنية التي وصلت إليها تلك الدول. لذلك أصبحت غالبية الدول تضع الخطط والبرامج لتفعيل الرياضة وترويجها بين أوساط الشباب لأنها الخيار الأمثل لحفظهم من الانزلاق في أوكار الشبهات والابتعاد عن السلوكيات الضارة التي تعاني الأكثرية منها لعدم الاهتمام بالرياضة وإشغال أوقات الشباب بالممارسات المفيدة، لذلك ينصح الخبراء والإخصائيون الاجتماعيون بتفعيل تلك البرامج وتطبيقها نظرا لكثرة فوائدها. فالرياضة أصبحت واجهة إعلامية تنقل تفاصيل المجتمعات بدقة سواء المدنية أو الأخلاقية من خلال الاحتكاك بالشعوب المختلفة، كما أنها تعطي دلالة على نوعية وجودة العمل الإعلامي بشكل عام، كما أنها تشتمل على النواحي الاقتصادية والمالية لكل بلد وعلى حجم الإنفاق الإجمالي من الميزانية على القطاعات الشبابية. وللجانب الأخلاقي النصيب الأكبر في تلك الرسالة الهامة لأنها تعكس مدى التزام الشعوب بمعتقداتها وثوابتها وتظهر العلاقة الحقيقية بين أفراد المجتمع والآخرين، وتدل دلالة واضحة على المستوى الأمني والفكري للمجتمعات، لذلك أصبحت الرياضة رسالة وأصبحت واجهة يجب الاهتمام بها من كل الأطراف حتى تعطي الصورة الواقعية عن المجتمع، وحتى تكون مؤثرة في الشعوب الأخرى.

فالواجب على الجهات المختصة سن قوانين وأنظمة تردع المتجاوزين والمتهورين الذين يخرجون عن الذوق العام ويخدشون الأخلاق بتصرفات صبيانية تكون نتائجها التعميم على أخلاقيات المجتمع، فالجميع يستطيع الحكم على غالبية المجتمعات ويحكم عليها من خلال مشاركاتهم في بطولة كأس العالم عبر مجموعة كبيرة من الجماهير تحضر لمؤازرة وتشجيع منتخبها ولكنها تتصرف بسلوكيات مرفوضة تكون محل استهجان الجميع، وتنقل صورة سيئة عن مجتمعها وتصبح محل تندر الغالبية من العقلاء.

بالزاجل

ما حدث في مباراة الهلال والنصر خروج عن المألوف وسابقة خطيرة في تاريخ تنافس الشقيقين وخروج عن الأخلاق والأعراف الإسلامية، ولكن شرارتها معروف وصاحب تاريخ زاخر بها، ومع الأسف الشديد هناك من يدافع عنه حتى هذه اللحظة!!!

الواجب علينا كمجتمع مسلم أن نرغّب غير المسلمين في ديننا الحنيف وأخلاقنا الإسلامية ونخوتنا العربية، وخصوصا مع المشاهير منهم، ولكن ما يحدث هو العكس تماما عبر تصرفات حمقاء تبحث عن انتصار وقتي سرعان ما ينتهي.

أستغرب من كثير من القنوات استضافة الكثير من الضيوف للحديث عن الرياضة وهم لا يحملون أي فكر أو علم يفيد المشاهدين، ولكنهم يحملون علاقات قوية مع المعدّين لتلك البرامج، ويدفعون الغالي والنفيس في سبيل الظهور فيها!!