أعيدوا «البطولات العربية» لسابق عهدها!

هيا الغامدي

TT

قد يُظن بأني أسبح ضد التيار بفكرة مقالي اليوم، لكنها قناعة أؤمن بها وتجددت مع تكليف الأمير نواف بن فيصل رئيسا للاتحاد العربي لكرة القدم، فوجود الأمير نواف بهذه المرحلة يستحق أن يتزامن مع بعض القرارات التاريخية / التفاعلية العائدة بالكرة في المنطقة لسابق عهدها، حتى مع وجود سيل عارم من الاعتراضات حول طغيان سلبيات استمرار البطولة أكثر من إيجابياتها، إلا أنني - ومعي كثر - يوافقونني الاعتقاد أنها مسألة عادية تحدث بمناطق الاستحقاقات الإقليمية بأوروبا، وأميركا الجنوبية.. وكوبا!

وباعتقادي أن عودة البطولات العربية لاستمراريتها وإقامتها على نظامها الدوري ذهابا وإيابا مع خروج المهزوم، في ظل وجود كوكبة من الفرق العربية المميزة ستزيد من رقعة التنافس والإثارة، انظروا «فقط» لمستويات الفرق العربية كيف تقهقرت وتراجعت، فلا توجد منافسات إقليمية قوية كالسابق الآن وبالذات إذا ما تحدثنا عن كرة شمال أفريقيا -البحر المتوسط - فهناك منتخبات قوية ومميزة كالمنتخب المغربي وما يضمه من فرق صاحبة صولات وجولات بالمنطقة كالوداد والرجاء البيضاوي، والمنتخب التونسي وفرق كالترجي والصفاقسي، والكرة الجزائرية التي حملت لواء المشاركة العربية المونديال الأخير وفرق وداد تلمسان مولودية وهران ووفاق سطيف، والمنتخب المصري البطل شبه الدائم بمنافسات القارة السمراء وما يضمه من فرق قوية كالأهلي والإنبي والإسماعيلي، فضلا عن فرقنا السعودية الموجودة بالسجل الذهبي للبطولة كالهلال والاتحاد والأهلي والاتفاق، السجل العربي بالنهائيات ضم مشاركة متواضعة كما - وربما - كيفا لفرق خليجية وعربية أخرى كالسد والكويت وأندية أردنية، وتميز لفرق الرافدين كالشرطة والرشيد، هذا في الوقت الذي كانت من خلاله الكرة العراقية والبلد ككل يعيشان أوضاعا حرجة!! ضمن السياق أتذكر مشاركة مهمة للكرة اللبنانية كإنجاز جاء في وقت عصيب تمثل في وجود النجمة كأحد فرسان النهائيات بإحدى السنوات، والآن أين كرة لبنان..؟!!

والآن الأمور اختلفت والمقاييس تفاوتت وأصبحت الكرة بالمنطقة مع قرارات التجميد والإيقاف تعاني من «العزلة الرياضية» والمقاطعة والانفصال، ومع ذلك فالدوريات العربية لا تزال تعمل وتؤدي مستويات تنافسية قوية خاصة مع الموجة الاحترافية التي تشهدها المنطقة، غير أن (القيد/المنع/الإيقاف) كان قد أوقف البطولة بمختلف مسمياتها سواء بطولة الأندية العربية أبطال الدوري التي توقفت في 2001، أو بطولة الأمير فيصل بن فهد للأندية العربية التي تجمدت سريعا بعد أن انطلقت عاما واحدا (2002 - 2003) ، أو حتى دوري أبطال العرب الذي تبناه الاتحاد عطفا على فكرة سعودية أطلقتها شبكة قنوات «art» وتجمدت في 2009.

أعتقد أنه قد آن الأوان لإعادة تحريك المياه بمحيط الكرة العربية، فلقاءات الأشقاء العرب والاحتكاك والمنافسة ستزيد من تفوق الأندية وسترفع من مستويات الفرق العربية، أندية ومنتخبات، مع وجود ميزة «العائد التراكمي» للمشاركات الأكبر قارية وعالمية.

«سعوديا».. جمدنا المشاركة الخليجية، وإن كانت غير مجدية عموما، ومشاركاتنا بالقارية «حبة فوق وحبة تحت»، وبالتالي ما أحوجنا لإعادة شمس الكرة العربية لسابق عهدها، ولا مانع من تطويرها وتحسينها بالشكل الذي تؤدي معه المطلوب.. أتمنى!

[email protected]