التفاؤل أجمل ما في الأهداف

لويجي جارلاندو

TT

حينما دفع ليوناردو، مدرب الإنتر، بكوتينهو في الدقيقة السادسة من الشوط الثاني، كانت الكاميرا تركز على كامبياسو المرتاب، مثلما كان البحارة أمام إلياذة دانتي أليغيري التي كانت تفترض التحليق المجنون وراء أعمدة هرقل. إلى أين تحملنا؟ خاطر فريق البايرن بالتوسع، والآن يسحب القائد ستانكوفيتش الصلب ويدفع بكوتينهو الرقيق، الذي غرق أمام أودينيزي، بدلا منه. إن كامبياسو، الذي كان محل انتقادات واسعة، بذل مجهودا كبيرا أمام بايرن ميونيخ، ولماذا لم يتم الدفع بحسين خارجة القوي؟ لم يكن مشجعو الميلان يدركون المغزى حينما طلب ليوناردو من لاعبيه الهجوم في استاد سانتياغو برنابيو بثلاثة رؤوس حربة ثابتين علاوة على سيدورف وبيرلو. إلى أين يحملنا؟ إما الرسو على الشاطئ، أو الإيمان بالمدينة الفاضلة. الميلان وثق وفاز على ريال مدريد في العام الماضي، كما أن كوتينهو نزل في الجهة اليسرى وأزاح شنايدر إلى القلب، ومن هنا جاء الهدف الثاني والتعادل للميلان 2/2.

إن التفاؤل مع رفع الإبهامين لدى المدرب ليوناردو واضح للغاية، فقد كانت تبدو سعادة غامرة بعد عصر بينيتيز. ما الذي يضحك في ذلك؟ في أبيانو جنتيلي حيث معسكر فريق الإنتر كانوا ينظرون إليه كما لو كان هو صانع المعجزات. لكن، بعدها، كان جنود مورينهو القدامى من ورائه، وأعادوا فتح الطموحات نحو دوري الأبطال والدوري المحلي. لدى المدرب البرازيلي موهبة القادة ويجيد جعل الآخرين يستمعون إليه، مثل مورينهو، وإن كانوا متعارضين مثل رواية «الفيكونت المقسوم نصفين»، النصف الطيب والنصف الشرير، اللذين يرتحلان في العالم. امتداد مورينهو كان متمثلا في ماتيراتزي وإبراهيموفيتش، وهما المقاتلان ذوا الوشم، وامتداد ليوناردو هو إيتو الذي يبتسم ويداعب ناغاتومو. كان لدى مورينهو هداف ذو اسم حربي (ميليتو)، وصامويل يعني: «لقد استجاب الرب».

ضحك إيتو، مع بداية الشوط الثاني، ومازح موتا كما لو كان ضمن التأهل إلى دور ربع النهائي، بينما كان شنايدر يسير ببطء للعب كرة جانبية كما لو كان لديه وقتا ليضيعه. بانديف كان يخرج من خطأ لخطأ آخر مقتنعا أن المجد قادم إليه لا محالة، فالجميع انتقل إليه تفاؤل ليوناردو. فريق الإنتر ينقل الفوز من ملعب لآخر من خلال قوة التفكير. وانهار البايرن. قبل أربع دقائق من نهاية المباراة، لم يدفع المدرب البرازيلي ناغاتومو لكن كان يتحدث إليه طويلا، وبهدوء، كما لو كانت الدقائق الأربع تلك هو الخلود المنشود. بعدها بدقيقتين جاء هدف الفوز 3/2، وخلف أعمدة هرقل لم تكن هناك الهاوية وإنما المجد، فقد أرادها إنتر ليوناردو بقوة في لحظات الصعوبة، مثلما كان يفعل فريق الإنتر العظيم. وقد دون فاكيتي، لاعب الإنتر في عصره الذهبي والفتى المدلل للساحر هيريرا، في مفكرة الحكم المعنوية الخاصة به يوما: «الاستحالة ليست سوى ضعف الإرادة».