قرعة ربع النهائي

أليساندرو دى كالو

TT

اكتمل عقد الفرق المتأهلة لربع نهائي دوري أبطال أوروبا بفريقي ريال مدريد وتشيلسي، وبات الباب مفتوحا أمام كل التوقعات الخاصة بالدور المقبل. وبعد ساعات قليلة، سيعلم المدير الفني في الإنتر من هو منافسه القادم، وما مدى صعوبة الخطوة المقبلة، التي ستؤدي بدورها إلى نصف النهائي. وعلى الرغم من عدم وضوح الرؤية حتى الآن، فإنه لا بد أن نشعر ببعض السعادة بوصول الإنتر إلى هذه المرحلة المتقدمة من المنافسة إذا فكرنا في سلسلة الهزائم التي لحقت بالفرق الإيطالية (روما - الميلان - الإنتر) على أرضها في ذهاب الدور ثمن النهائي. لقد هددت تلك الهزائم مركز إيطاليا الكروي في أوروبا، وكشفت الستار عن حالة من التدهور الشديد في الجوانب الفنية لفرقنا. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل يمحو تأهل الإنتر لربع النهائي علامات الإخفاق التي خلفتها الفرق الأخرى؟ والإجابة: كلا؛ فانحدار مستوى كرة القدم الإيطالية لا يزال واضحا للجميع، بل إن محاولات اللحاق بنظيراتها الفرنسية والألمانية أصبح أكثر صعوبة من ذي قبل إذا ما نظرنا إلى الفجوة الفنية والتكتيكية والبدنية والعقلية التي تفصل بين إيطاليا وجيرانها.

ومع ضبابية الموقف الحالي، يظهر على السطح بعض الجوانب الإيجابية؛ وعلى رأسها أداء فريق روما المميز في النصف ساعة الأولى أمام شاختار دونتسك، وكذلك أداء الميلان في المباراة التي حل فيها الفريق ضيفا على توتنهام. فرغم النهاية السيئة لكلتا المباريتين، خاصة أن لاعبي روما لم يتمكنوا من ضبط أنفسهم حتى نهاية المباراة، فإن تلك المباريات كانت بمثابة البرهان القوي على قدرة الفرق الإيطالية على تحقيق شيء ما إذا ما توافرت الرغبة في ذلك، بل إنها كانت قادرة على اللعب أفضل من المنافسين. وقد ترون أن هذه العزيمة التي أتحدث عنها ليست كافية للمضي قدما في أوروبا، ولكنني أرى أنها تساعد على ذلك بشكل كبير. لقد كان الإنتر هو الفريق الوحيد الذي حصل على بطاقة التأهل للدور التالي في مباراة الإياب التي خاضها خارج أرضه، وهو ما يعني أن الفرق الـ8 الأخرى كانت قد ضمنت تأهلها في وقت سابق، أي إنهم سبقوا الوقت ولم يضعوا أنفسهم في موضع شك.

أما في ما يتعلق بحالة التذبذب الواضحة التي تعاني منها الفرق الإيطالية، وشعورنا المستمر بعقدة النقص أمام الفرق الأوروبية، فليس هناك سبيل للتخلص منها سوى التحلي بمزيد من الشجاعة كما فعل الإنتر في مواجهة بايرن ميونيخ. فلم يفقد لاعبو ليوناردو رغبتهم في الفوز بلقب البطولة للعام الثاني على التوالي رغم الصعوبات التي واجهتهم وما زالت تعرقلهم محليا وأوروبيا. غير أن الوصول إلى لندن يقتضي عدم الوقوع في مواجهة كل من برشلونة وتشيلسي وريال مدريد، فضلا عن مانشستر يونايتد المهيمن على الدوري الإنجليزي، خاصة أنه يسعى لتغيير جلده في الوقت الحالي. ورغم اقتراب مباراة الديربي المهمة أمام الميلان، التي تقام في 2 أبريل (نيسان) المقبل، فإنه لا يزال ليوناردو يرسم أحلامه الأوروبية الطابع، لعل الأقدار تقوده لمواجهة شالكه الذي يبحث عن مدير فني جديد.