الطريق يبدو ممهدا للإنتر نحو نهائي أوروبا

سيباستيانو فيرناتزا

TT

لقد جاءت رياح قرعة دور الـ8 بدوري أبطال أوروبا بما تشتهيه سفينة الإنتر. ولو أن الأمر كان بيد ليوناردو مدرب الإنتر ومورينهو مدرب ريال مدريد لرسم طريقهما نحو النهائي بهذه الصورة التي جاءت بها القرعة. فسيواجه الإنتر في دور الـ8 فريق شالكه الألماني الذي يمكن التغلب عليه وفي الدور قبل النهائي مانشستر يونايتد أو تشيلسي، بينما تتأجل المواجهة الأصعب مع ريال مدريد أو برشلونة إلى الدور النهائي. ولا يمكن المبالغة في وصف قدرات وقوة فريق شالكه الألماني الذي سيواجهه الإنتر في دور الـ8، فهو يصارع في مؤخرة الدوري الألماني هذا الموسم وتفصله عن فريق بروسيا دورتموند المتصدر 28 نقطة كاملة. ولا يمتلك فريق شالكه نجوما في فريقه سوى المهاجم الفذ راؤول الذي يبلغ من العمر 33 عاما وهونتيلار مهاجم الميلان السابق الذي سيغيب عن مباراة الذهاب للإصابة. ويتمثل الأمل الأكبر لفريق شالكه في فارفان لاعب منتخب بيرو، وهو بالطبع أقل مهارة من ميسي ولاعبي ريال مدريد وبرشلونة.

ورغم أن القرعة انحازت بشدة إلى جانب الإنتر، فإن النظر إلى الماضي قد يجعل الأمر يبدو مختلفا. ففي بعض الأحيان يمكن أن يصبح ما يبدو سهر في كرة القدم صعبا ومعقدا والعكس صحيح. ولنأخذ دوري أبطال أوروبا في موسم 2004 - 2003 كمثال على هذا. لقد وجد الميلان نفسه خلال ذلك الموسم في مسار سهل بدا وكأنه سيوصله بلا مشكلات إلى الدور النهائي. ففي دور الـ16 سارت الأمور بشكل طبيعي ومتوقع وتعادل الميلان مع فريق سبارتا براغ 0/0 في مباراة الذهاب ثم فاز عليه في مباراة العودة 4/1. وفي دور الـ8 أهدت القرعة للميلان مواجهة سهلة مع فريق ديبورتيفو لاكورونيا الإسباني وكان من المفترض أن يواجه من بعده فريق بورتو البرتغالي أو ليون الفرنسي في قبل النهائي. وبدا وكأن طريق الميلان مفتوح حتى المباراة النهائية التي كان مقررا لها أن تقام في مدينة غيلسنكيرشن الألمانية وهي معقل فريق شالكه (ويا لها من مصادفة). وفاز الميلان في استاد سان سيرو على ديبورتيفو لاكورونيا بنتيجة 4/1 وهو ما جعل الجميع يعتقدون أن مباراة العودة ستكون بمثابة مباراة ودية بالنسبة للميلان. لكن الفريق الإسباني حقق المعجزة على أرضه وتغلب على الميلان بنتيجة 4/0 أحرزها باندياني وفاليرون ولوكو وفران، ليصعقا فريق الميلان وجماهيره ويطيحا به من البطولة التي اعتقد الكثيرون أنها أصبحت في جعبة الفريق الإيطالي.

وفاز بدوري أبطال أوروبا خلال موسم 2004 فريق بورتو البرتغالي تحت قيادة مدربه مورينهو، وكان ذلك بمثابة حدث تاريخي غير مسبوق. فقد كان طرفا المباراة النهائية فريقين صغيرين مقارنة بالفرق الكبرى العريقة، وهما فريقا بورتو البرتغالي وموناكو. إننا نستبعد أن يتكرر هذا الأمر خلال الموسم الحالي، ولا يراهن أي شخص على وصول فريقي شالكه وشاختار (وهما الأضعف هذا الموسم ضمن الفرق المتأهلة لدور الـ8) للمباراة النهائية يوم 28 مايو (أيار) الحالي في ويمبلي. لكن ليوناردو يجب عليه أن ينظر إلى فارفان لاعب شالكه على أنه خليفة غارينكا، لأنه لا يوجد شيء مضمون ولأن الميلان يجب أن يسعى عند هذا الحد للوصول للمباراة النهائية (ربما ليواجه فيها مباراة ريال مدريد). هل فكرتم في هذا الاحتمال؟ الإنتر يواجه مورينهو بعد عام من «الإنجاز» الذي حققه في استاد برنابيو بالفوز باللقب الأوروبي الموسم القادم. إن مثل هذا النهائي سيكون بمثابة إغلاق للدائرة وعلامة على إمكانية حدوث المعجزات. وبالإضافة إلى ذلك إذا خسر الإنتر النهائي أمام ريال مدريد فإن جماهيره لن تشعر بغيظ شديد، لأن مورينهو كان ويبقى مشجعا لفريق الإنتر ولأن كرة القدم مجنونة وقد يعلن مورينهو في هذه المباراة النهائية عودته لتدريب الإنتر.