فوز «البزنس»!

عادل عصام الدين

TT

علق بكنباور، عملاق كرة القدم ونجم نجوم ألمانيا، بأن «عالم كرة القدم» سينقسم إلى قسمين بسبب القرار الذي اتخذه رئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام لمنافسة بلاتر على رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم.

والحقيقة أن هذا التوقع مستبعد جدا وغير منطقي، ولو كانت الانتخابات تسبب الانقسام لفشلت كل الهيئات والمؤسسات والاتحادات. التي تعتمد على الانتخابات.

ترشيح محمد بن همام نفسه لرئاسة الاتحاد الدولي ومنافسة صديقه بلاتر سيؤثران على علاقتهما بلا شك، لكن الاتحاد الدولي سيمضى قدما فور فوز أحدهما.

المنافسة ستكون ساخنة، وسيتابع العالم «الكروي» هذا الصراع كما حدث في الانتخابات السابقة، وإن كان بن همام له وزن كمنافس يختلف عمن سبقوه.

لا أتوقع هذا الانقسام «الخطير» الذي أشار إليه القيصر الألماني. ولكنني شخصيا كمتابع ومحب للعبة لست مع هذا ولا ذاك، ذلك أن كرة القدم العالمية تضررت كثيرا منذ أن تولى دفتها السويسري بلاتر.

ولأن بن همام ينتمي إلى نفس المدرسة.. ونفس الخط فإن التغيير لن يكون جذريا وستستمر مدرسة «البزنس» على حساب مدرسة الفن والانتشار.

كرة القدم في عهد بلاتر تحولت إلى بزنس حيث طفت سطوة المال، وبات النفوذ «المالي» أقوى بكثير من اللعبة ذاتها، بمعنى أن اللعبة انساقت وراء المال، بل كانت ضحيته لها.

تحول همّ الاتحاد الدولي لكرة القدم في عهد بلاتر إلى «البزنس» والرغبة العارمة في تحقيق أكبر فوائد مالية.. على حساب تقاليد وهموم وجماليات وأصل اللعبة ذات الشعبية الجارفة.

من يصدق أن عالم كرة القدم يحكمه بلاتر.. وقد يأتي بن همام في الوقت الذي يخسر فيه نجوم وأساطين اللعبة أمثال بكنباور وبلاتيني؟!

أقول باختصار إن كرة القدم العالمية في عهد بلاتر ركزت على كيفية تحقيق الأرباح أولا قبل أن تفكر في كيفية تطوير اللعبة ودفعها لأن تكون أكثر جاذبية ومتعة.

في ظني أن مرحلة جوهافيلانغ كانت أفضل بكثير.. لأن «قوة» اللعبة كانت تأتي أولا ومن ثم يأتي الجانب الاقتصادي.

الفن أولا.. والمال ثانيا.. وقد كانت البداية في الماضي بـ«اللعبة» وليس بـ«المال».