خطاب العقل والطرح المشبوه!

منيف الحربي

TT

كانت مداخلات الأمير نواف بن فيصل قبل أن يصبح رئيسا عاما لرعاية الشباب تتسم بروح الأخوّة وتجنح إلى إحسان الظن واحترام وجهات النظر الأخرى والدعوة إلى الحوار المنطقي المثمر البعيد عن العناد والإقصاء والتعصب، واستمرت هذه اللغة الراقية تغلف خطابه الإعلامي في تصاريحه ومقابلاته وتعليقاته عقب تسلمه مسؤولياته الحالية.. فلم يغير المنصب من تهذيبه أو يبعده عن أحد.

لا شك أن هذا النهج الجميل يعد قدوة لكل الموجودين في الوسط الرياضي والمتماسين مع مسرحه الساخن، وقد جاءت مداخلة الرئيس العام لرعاية الشباب الجمعة الماضية في برنامج «مساء الرياضية» متسقة وطريقته الهادئة المتفهمة، أيضا كان اتصاله المطول مع برنامج «خط الستة» قبل أسبوعين مفعما بروح الأخوّة التي تعكس ثقته بعمله وسعة أفقه وتقديره لدور الإعلام.

هذا الخطاب المعتدل والغني بالمعاني السامية يستحق التقدير والتعميم، وكم عجبت من بعض الإشارات التي أطلقها «بعض الإعلام المكتوب» وهو ينتقد مداخلة رجل بحجم نواف بن فيصل ويسميها «الظهور في البرنامج المشبوه»، ثم يزعم «أنها محل استغراب الرياضيين وأن لها مؤشرات خطيرة»!!!

إن هذا التجني هو الطرح المشبوه، أما الخطاب الإعلامي للأمير ومداخلاته وتعليقاته فإنها أبعد ما تكون عن هذه النيات القاتمة، وإذا كان جزء من إعلامنا يفسر حديث الرئيس العام لرعاية الشباب مثل هذه التفسيرات ويأخذها بهذا الاتجاه، ويسعى لشرحها وفق ما يريد، فكيف سيكون تعامل هذا الإعلام مع وجهات النظر الأخرى؟ بل كيف سيكون تعامله مع الجمهور العادي، الذي يقع دائما ضحية لمثل هذا التلبيس والخلط؟!!

نقاط

* حينما يسعى بعض الإعلام لاحتكار المسؤول، وتلقينه ما يفعل أو يقول، فهو ينحرف عن مسؤوليته الواسعة إلى مهام تعصبية ضيقة لا تبحث عن الحقيقة ولا تهتم بالمصداقية!

* القناة «الرياضية» السعودية بجهود الأمير تركي بن سلطان والقدرات الشابة والبرامج المتميزة تقدم نفسها للمشاهد بصورة زاهية حتى وهي تحلق في فضاء مليء بالتنافس الشرس.

* الوسط الرياضي بحاجة ماسة إلى عقلنة الانفلات المزمن المزعج!

* إذا كانت اللجان الرسمية تتقاذف المسؤولية بينها بهذا الشكل فلا نلوم الأندية والجماهير!