الفيفا في قبضة العرب!

مصطفى الآغا

TT

من كان يقول إن العرب لم يعرفوا التخطيط السليم في حياتهم فقد يفاجئه فعلا أن يعلم أننا ليس فقط نخطط لقيادة أكبر جمهورية في العالم، لا بل أكبر إمبراطورية وهي «الفيفا»، الذي تنضوي تحت لوائه دول أكثر من تلك المنضوية تحت لواء الأمم المتحدة.

ولأنني أردت أن أكتب عن انطباعاتي الخاصة بعيدا عن أي مؤثرات خارجية، فإنني لم أتصل لا بالصديق محمد بن همام المرشح الذي أعلن الجمعة عن نيته التسابق على كرسي الرئاسة في «الفيفا»، ولا بالصديق محمد روراوة أجدد أعضاء «الفيفا» العرب، ولا بسمو الأمير علي بن الحسن نائب رئيس «الفيفا» الذي أتشرف بصداقته ومعرفته عن قرب وكنت بكل تواضع من جملة من أسهموا ولو بكلمة أو موقف في حملة ترشحه لأكبر منصب ناله عربي في الفيفا (حتى الآن).. وقرت أن أكتب من خلال معرفتي بشخصية محمد بن همام وبالتفكير القطري الذي أوصلهم لما كان يراه الكثيرون أحد المستحيلات في هذه الحياة، وهو أن تستضيف دولة عربية نهائيات كأس العالم، لكن القطريين أثبتوا فعلا أن المستحيل بالنسبة إليهم مجرد كلمة وهنا بيت القصيد.. فهم كانوا يعرفون شراسة المنافسة (خصوصا في ظل موضوع الحرارة الكبيرة في شهري يونيو/ حزيران، ويوليو/ تموز في المنطقة)، ووجود منافسين من فئة الوزن الثقيل جدا مثل أميركا وأستراليا واليابان وكوريا الجنوبية، لكنهم ما كانوا ليدخلوا «عش الدبابير» لو لم يكونوا مسلحين بما هو أكثر من مجرد الأمنيات وبعض العلاقات.. هم لديهم رؤية، والرؤية تبدو أكثر اتضاحا بترشح بن همام لثاني أكبر منصب رياضي في العالم، بعد رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية.. وهم هادنوا بلاتر قبيل التصويت على الدولة التي ستستضيف نهائيات كأس العالم 2022، مع علمهم بأن بلاتر لم يكن معهم في بواطنه، لا بل سمعت أنه جاهد وعمل ضد الملف القطري بعدما فتح النار أولا على بن همام في أكثر من مناسبة، وكانت البداية من السعودية تحديدا، لكن السعوديين دعموا الملف القطري بكل قوتهم، ليس نكاية في بلاتر، ولكن تعبيرا عن عروبتهم ووقوفهم إلى جانب أشقائهم، ولهذا كانت السعودية هي الدولة الأولى التي زارها بن همام بعد الإعلان عن فوز قطر، وشكر قيادتها ومسؤوليها على دعمهم، وقد وصلها قبل أن يصل بلده.

لهذا أرى أن مسألة فوز العرب ممثلين في القطري بن همام برئاسة الفيفا أمر يجب أن ننظر إليه على أنه أكثر من مجرد حلم بعيد المنال، لا بل يجب أن نتعامل معه على أنه تحد ممكن التحقيق وبنسب عالية جدا إن عرفنا كيف نجتمع خلف رأي واحد كما فعلنا يوم ملف الترشح القطري.