ليوناردو كان بارعا في بث الدوافع داخل لاعبيه

أريغو ساكي

TT

بدأت الأمور تدخل في مراحلها الحاسمة لأهم منافسة أوروبية، دوري أبطال أوروبا. ويبدو أن قرعة نيون، بمقر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، زادت من فرص الإنتر الذي سيواجه شالكه الألماني، وقد يتجنب حتى المباراة النهائية، الكابوس الإسباني، أي برشلونة أو ريال مدريد. فالفريق الألماني ليست له شهرة وتاريخ، كما أنه أيضا ليس لديه ما يشعل الإبداع، ما عدا راؤول غونزاليس صاحب الخبرة الكبيرة. من جهة أخرى، يعاني فريق شالكه في بطولة الدوري المحلي الألماني، فهو يحتل المركز العاشر بـ«البوندزليغا»، ومنذ أيام قليلة مضت أقال مديره الفني ماغاث. على أي حال، أي فريق يصل إلى ربع نهائي «الشامبيونزليغ» لا بد من احترامه والتعامل معه بالحذر اللازم.

يتمتع فريق الإنتر، من اللاعبين إلى المدير الفني، بالخبرة الكبيرة لمعرفة أن التهوين من قدر الخصم قد يمثل خطأ جسيما في هذه الأدوار.. إن لم يصل الفريق إلى المباراة وهو في 90 إلى 100 في المائة من حيث القوة والدوافع فإنه من الصعوبة أن يتجاوز الدور. فريق الإنتر في تطور مستمر، ومدربه ليوناردو يقدم عملا ممتازا ويظهر اختيار الرئيس موراتي كل يوم أكثر كم كان صائبا. نجح المدير الفني الشاب في فترة وجيزة في إعادة الهدوء والدوافع إلى الفريق الذي كان يبدو قانعا وراضيا بموسمه الماضي المذهل. والآن الفريق، رغم وجود بعض الإصابات في صفوفه، يعثر على الحماس، الشخصية، والحالة البدنية. كان صعبا القيام بذلك في فترة قصيرة هكذا، وإذا نجح ليوناردو في الأيام المقبلة في تحسين العلاقات والمعارف الجماعية فإنه سيكمل عملا عظيما، لكن لدى فريق الإنتر بالفعل اليوم المهارة والقوة الفنية الفردية التي يصعب توافرها في فريق آخر. لكن الخصوم، من أجل تجاوزهم، لا بد من اعتماده على الأداء الجماعي، لأنه في مواجهات رجل لرجل سيكون الأمر صعبا على الجميع.

اللقاء الأكثر توازنا في هذا الدور للبطولة الأوروبية يبدو نظريا متمثلا في ديربي تشيلسي ومانشستر يونايتد الإنجليزيين، وقد تكون لخبرة ومهارة لاعبي أنشيلوتي الأفضلية على أسود فيرغسون. يتعين على البلوز الانتباه للهجمات المرتدة السريعة وفاعلية الشياطين الحمر، علاوة على روني الذي ولد من جديد. التوقعات صعبة، حتى وإن كان لاعبو تشيلسي في حالة أفضل بعد شهور من الارتباطات القليلة. بينما سيواجه ريال مدريد مورينهو فريق توتنهام الإنجليزي الذي أقصى الميلان وهزم الإنتر في دور المجموعات، ويعكس الفريق الملكي أكثر دائما رؤية مدربه البرتغالي، فجدير بالذكر أن ريال مورينهو يقدم كرة قدم أكثر جماعية بكثير مقارنة بما كان يظهره مع الإنتر، ويبدو فريق الريال أكثر ثراء بالتماسك وأكثر تنظيما والتحاما من الفريق الإنجليزي، وهم على أي حال أقوياء، أود التركيز بدقة على رجال بيريز. بينما سيواجه فريق برشلونة الممتع بقيادة مدربه غوارديولا، شباب شاختار الأوكراني، وهو خصم في تطور مستمر وبارع مثلما أظهر أمام فريق روما في مباراتي ثمن النهائي، لكن على لاعبي البارسا أن يكونوا في أوج مستواهم لتجنب المفاجآت أمام الخصم الأوكراني النشيط والعنيد.