الفيفا يتكلم عربي..!

منيف الحربي

TT

منذ أن حققت قطر «الحلم المستحيل» وفازت بتنظيم مونديال 2022، والعقلية العنابية تقدم نفسها بصورة رائعة تتحدى كل الحواجز الوهمية التي نصبها التاريخ وعززتها الجغرافيا. وحينما أعلن محمد بن همام ترشحه لرئاسة الاتحاد الدولي الأسبوع الماضي، لم يفاجأ أحد بذلك، بل ذهبت كل التوقعات إلى فوز «الداهية بن همام» على العجوز السويسري الذي أمضى ثلاث ولايات استغل فيها ذكاءه الحاد لبناء «التحالفات» وتحييد المتطلعين نحو عرشه الكروي..!

رئيس الاتحاد الآسيوي يعرف جيدا أن الطموح والجرأة والثقة لا تكفي للنجاح في أمور مثل استضافة كأس العالم أو رئاسة الفيفا، لذا فهو يقرن تلك العناصر بالعمل المنظم والبرامج المتميزة والأهداف الواضحة، ويغلف كل هذا بلغة متعقلة لا تؤذي ولا تهادن.. إلا داخل مساحة معينة يعرف متى يتربع في منتصفها ومتى يقف على حافتها!!

بلاتر يدرك إمكانات خصمه، لهذا زعم أن لديه رسالة من مسؤولين قطريين كبار تؤكد له إمكانية انسحاب بن همام من السباق. وشخصيا لو صدقت «موضوع الرسالة» فإن هذا لن يكون إلا في إطار صفقة مؤجلة تصب في مصلحة رجل آسيا القوي الذي يتقن التخطيط من دون استعجال، ويعرف تماما كيف يرتب أوراقه حتى لما بعد أربع سنوات.

المشاعر العربية الداعمة لـ«بن همام» طبيعية، فالمنطقة على كل المستويات (وليس كرة القدم فقط) بحاجة إلى نماذج فعلية عالمية تثبت قدرة إنسانها على التفوق والتقدم، وهي نماذج تؤثر في أجيال المستقبل وتفتح أمامها الطرق الواسعة باتجاه آفاق مختلفة، بعيدة، ومنعتقة من ذيول الماضي المحبط.

كل التوفيق لمحمد بن همام الرجل الهادئ الذي يصنع الزلازل بابتسامة خفيفة، ويقلب الطاولات الكبيرة بنظرة من نصف التفاتة!!