قائد.. من الزمن «الجميل»!

هيا الغامدي

TT

بعد سنوات طويلة من الانتظار والبعد عن ممارسة الكرة، سيعلن الليلة وبشكل رسمي (احتفالي) اللاعب الدولي السابق نجم الكرة الاتحادية أحمد جميل، ساعة وداعه/اعتزاله للكرة نهائيا الليلة!! التكريم تأخر.. ما من شك!! والمسافة الزمنية منذ توقفه عن مزاولة الكرة بعيدة وطويلة، وأصابع الاتهام (التقصير) معروفة ومكشوفة، وجميعها تشير إلى استفهامية تساؤل يطرح نفسه.. لماذا؟!! لماذا تم تأجيل وتأخير حفل اعتزال لاعب دولي قدم لمنتخب بلاده وفريقه الذي درج بكل فئاته لهذه المدة الطويلة؟!!

«السد العالي».. أحمد جميل كان له لقاء صحافي بإحدى الصحف أمس ذكر فيه أن هناك من «أعاق» إقامة موعد قريب لاعتزاله، وأنه يدرك الأسباب والمسببات وشخوص «التنطيل» التمطيط الزمني لمهرجانه، لكنه في الوقت ذاته كان قد التزم الصمت حيال أي تصريح من شأنه خدش مهرجان اعتزاله وتوديع الكرة بشكل مهيب!! وفي الواقع هي وجهة نظر تستحق الاحترام والتقدير من نجم خلوق بدأ حياته الكروية بخلق عالٍ كالسد الذي بناه بوجوه خصوم الملاعب وأرد اختتامها بكل المحبة والوئام والتسامح والصفاء، استغرب تدني مستويات تقدير و«توقير» الاتحاديين لعطاءات لاعبهم طوال السنوات الماضية بدليل الغياب الشرفي الكبير للحفل الذي سبق المهرجان!!

المهرجان من الداخل يستحق الوقوف عنده من جهات عدة، فمثلا أنا ضد فكرة جلب نادٍ مغمور بمهرجانات التكريم، فمع احترامي، مهما كان ترتيب فريق طرابزون بالدوري التركي وهو الأقل أوروبيا فلا يرقى لمكانة وشعبية الثلاثي المعروف: غلطة سراي وفنار بخشه وبشكتاش التركية!! فسجل اللاعب الذهبي مع فريقه ومنتخب بلاده كان يستحق تكريما ودعما ماديا ولوجيستيا أكثر وأكبر!! وإن قصرت الأطراف الاتحادية كما هو ظاهر كأغلبية، فلا أعتقد أن الاتحاد السعودي لكرة القدم سيقصر في تكريم عنصر دولي مضيء، وقدوة يفترض بالجيل الكروي الحالي أن يحذو حذوها كجيل، زمن الكرة «الجميل» حيث لا احتراف ولا مهنية رسمية لمزاولة الكرة، ومع ذلك هناك الإخلاص والتفاني العطاء واللعب الرجولي، وبمقارنة بما يجري الآن... شتان بين الزمنيين!! وياااااا سبحان!!

وحتى لو كان مهرجان اعتزال، كان يمكن أن يكون فرصة لكوكبة النجوم السعودية الحالية، وبخاصة الفرق التي لديها مشاركات خارجية باسم الوطن كالاتحاد والشباب والنصر والهلال للاحتكاك ولعب مباريات ودية قوية، خصوصا أن مشاركات منتخبنا الوطني الأول الرسمية والودية متوقفة حاليا، وفي سبات عميق عن المشاركة في أيام الفيفا!!

أدرك أن الأقوال غير الأفعال بالنسبة للناقد، لكن الفائدة النهائية.. «المصلحة العامة» هي ما يدعونا للمصارحة والوقوف مع المصداقية، فما فائدة جلب فريق لمجرد استعراض العضلات عليه أو «للشو» دون النظر إلى ما سيتم جنيه؟! فالحاجة لتطوير مواردنا البشرية يجب أن تكون أكثر ما يهم من الحاجة إلى مجرد إقامة مهرجان اعتزالي للاستعراض بلا فائدة فنية!!

وأعتقد أن «الكابتن» أحمد جميل بعد توديعه للكرة بشكل رسمي هو «الأقرب» والأعرف والأدرك بالموقع الأكثر فاعلية وكفاءة بالنسبة له لسد فراغ ناديه إداريا أو مدربا، محللا ويا كثرهم!!

[email protected]