الرياضة والأدب

(1)

تعودت ألا ألتفت للوراء، وألا أنزل لمستوى ترهات مدمني المهاترات.. لذا أعتذر لكل من استغربوا ما أسميه «الهبوط الاضطراري» وأقول كما قال السنوسي، رحمه الله:

لي وإن كنت كقطر الـطل صافي..

قصفة الـرعد وإعصار السوافي..

أتحاشى الـشر جهـدي فإذا ما..

لـج في عس في تحداه اعتسافي..

(2)

علاقة الرياضة بالشعر قديمة، حتى قبل الرمز الكبير عبد الله الفيصل، رائد الحركة الرياضية، ثم خالد الفيصل، وليس انتهاء بأسماء مثل عبد الرحمن بن مساعد ونواف بن فيصل وأسعد عبد الكريم وغيرهم، ومن فضل الله علي أنني من محبي الأدب بشكل عام وأكتب الشعر (الفصيح والشعبي)، إضافة لاهتماماتي الرياضية.

أذكر أن الأمير عبد الرحمن بن سعود طلب مني أن أذيل مقالاتي ببعض الأبيات الشعرية (من نظمي) وليس كما يفعل بعض الكتاب الرياضيين، لكني اعتذرت، كما أن الصديق الغالي والشاعر القدير الأمير الدكتور سعد بن سعود (منادي) طلب مني نفس الطلب قبل سنوات، بل قال اكتب أنني من طالبك بذلك!

وحينما توفي الدكتور غازي القصيبي كتبت (في ذات الليلة) أبياتا أرسلتها (عبر الجوال) لعدد من الأعزاء كان بينهم الصديق المثقف والكاتب الرائع فهد السلمان الذي فوجئت به يضمنها مقالته التي نشرت في جريدة «الرياض» 10 رمضان 1432هـ مع إطراء ينم عن خلقه الرفيع، وكان منها:

وتغيب يا قمر الزمان

ويقفر الناس/ المكان..

وتمر أطياف الرؤى تشتاق وجهك والحنان..

(غازي) ويقتلنا الأسى

(غازي) وينعقد اللسان..

إلى آخر القصيدة..

من يعتقدون أن هناك تنافرا أو تضادا بين الأدب والرياضة إنما يصورون سطحيتهم الفجة وضحالة فكرهم الضيق..

(3)

شعر (القلطة) فن من فنون الشعر له محبوه ورواده، يتم الاحتفاء به رسميا في المهرجان الوطني للتراث والثقافة كل عام، ويمارسه رجال لهم قدر كبير، مثل الشاعر أحمد الناصر واللواء خلف بن هذال والدكتور عبد الله المعطاني عضو مجلس الشورى الذي كان يمارسه سابقا.. وغيرهم كثيرون.. وهو موروث شعبي يجد احتفاء كبيرا، ومن أبرز المحتفين به والراعين له الأمير فيصل بن خالد، أمير منطقة عسير.. وقد تمنيت لو كنت أجيده أو أني مارسته في يوم من الأيام أو أنه يستهويني، لكن هذا لم يحصل، أما من يعتبرونه (شتيمة) أو انتقاصا فهم يكشفون مرة أخرى عن هشاشتهم المخجلة وجهلهم الفاقع، خاصة إذا كانوا يطرحونه من زاوية عنصرية بغيضة.. إنهم لا يجيدون حتى التخصص الذي برعوا به وتفرغوا له، أعني تخصص (الشتيمة)!!