حين يتحدث قيادي أو مسؤول رياضي رفيع المستوى مثل بلاتيني فلابد أن تكون ردود الفعل مختلفة، وتأثير الحديث مختلفا.
بلاتيني شأنه شأن بكنباور مثلا جمع بين «نجومية» الملعب و «نجومية» الإدارة، وباتت كلمته ذات وزن، وآراؤه محل اهتمام كل من يتطلع لتطوير اللعبة.
نصف صفحة قدمتها «الشرق الأوسط» بالأمس حيث أجاب الفرنسي الأنيق الذي يرأس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم على أسئلة فابيو ليكاري من «لاغازيتا ديللو سبورت» لكن الجملة التي استوقفتني كثيرا هي: «إنني أرغب في حماية كرة القدم حتى يتمكن أولادكم في المستقبل من ممارستها».
ومع أن بلاتيني لم يوضح نوعية الحماية، ولا يتطرق لأسباب اللجوء للحماية إلا انني شخصيا أؤكد أن اللعبة تحتاج إلى حماية من جميع الجهات وفي عدة جوانب.
كرة القدم العالمية تحتاج إلى أن نحميها من بعض مسؤوليها، ومن بعض من لا يريدون لها الخير، ومن بعض المنتفعين، ناهيك عن مصالح المؤسسات والجهات المستفيدة التي لا يهمها صالح وتطور اللعبة.
الحقيقة ان «منظومة» اللعبة كاملة بحاجة ماسة إلى توفير الحماية اللازمة لضمان استمرارها وتطورها.
وحين تطرق بلاتيني للحديث عن ممارسة الأولاد للعبة مستقبلا دفعني لان أتطرق في هذه السطور عجالة للحديث عن الخطوة الجيدة المتعلقة بمشروع اكتشاف المواهب الذي بدأ يوم السبت بالرياض.
«انتقاء المواهب».. قضية مهمة، وقد كانت الكتابة عنها بالنسبة لي شخصيا الأكثر أهمية واستحوذت على معظم ما كتبت لاسيما وقد كثر الحديث في الأيام الأخيرة حول تراجع مستوى كرة القدم السعودية لأسباب متعددة من أبرزها غياب المواهب وضعف القاعدة.
السؤال المهم: على أي أساس يتم اختيار 293 لاعبا في مثل هذا المشروع؟!
ان المشكلة الفنية الكبيرة التي تعاني منها أنديتنا في السنوات الأخيرة تكمن في «كيفية» إحضار وتسجيل الصغار أو الناشئين؟!.
المزعج في المسألة أن «الواسطة» تحضر بقوة والحظ له دور كبير، والصدفة هي من تصنع بعض الأسماء، وفي ظل غياب من كنا نسميهم «الكشافين» وتلاشي ملاعب: «الحواري» وعدم تطور اللعبة «مدرسيا» ضربت الكرة السعودية في مقتل.
اللافت للنظر أن أنديتنا لا تكتشف.. بل تختبر من يأتيها أما عن الاختبار فحدث ولا حرج.. والأدهى والأمر أن من «يختبر».. لا يفهم ولا يعرف أصول وقواعد «الانتقاء».
وإذا كان مشروع اكتشاف المواهب قد تم على أسس علمية ومنهجية اختم بهذا السؤال:
أين تقف أنديتنا من هذا المشروع؟!!