صح.. ولكن غلط!!

مصطفى الآغا

TT

الأكيد أن الخطأ لا يُعالج بخطأ.. والأكيد أن كرة القدم السورية حتى تتطور تحتاج لاتحاد قوي برؤية جماعية، ونظرة مستقبلية، ورؤساء أندية على مستوى كلمة رئيس ناد، وأعضاء مؤتمرات يستحقون هذه التسمية وهذه «العضوية» وينظرون لكرة القدم السورية نظرة شمولية وليس من «ثقب أبواب أنديتهم ومصالحهم»، ومن صوّت منهم مع زيادة عدد أندية الدوري من 14 إلى 16 ناديا لم ير أن الكرة السورية بـ14 ناديا تعاني من ترهل وفوارق شاسعة بين أنديتها، وتابعنا مباريات بلا طعم ولا روح ولا مستوى ولا جمهور ولا إعلانات، ومع هذا صوتوا لصالح الزيادة لأن هذا يقي أنديتهم شر الهبوط ويقيهم شر «المحاسبة أو الدخول في متاهة التبريرات والدفاع عن النفس». أما قصة عقد مؤتمر استثنائي وسط الدوري من دون أن يكون هناك أي شيء استثنائي في تاريخ الكرة المحلية فهو بالفعل أمر مستغرب وغير مفهوم، ولا يعدو كونه خطوة استباقية أو استرضائية من البعض تجاه البعض الآخر على حساب كرة القدم السورية «حصرا».

إذن ما حدث هو خطأ بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وسبق للدكتور مروان عرفات (الذي اختلف معي حول اللجنة الاستشارية التي لم أكن أرغب له أن يكون رئيسا لها)، وكذلك لفجر إبراهيم وعمار عوض وعبد القادر كردغلي، سبق لهم جميعا أن عبروا عن معارضتهم للقرار، وأيضا عن استغرابهم لتوقيته، وربما كان الزميل مروان عرفات هو الأكثر حدة في نقد ما حدث خاصة أنه لم يُدع سوى عشية المؤتمر وبشكل غير رسمي وهو ما أراه «سقطة كبيرة جدا لا بل مهولة» لمن يقولون إنهم يريدون الخير للكرة السورية لكنهم لا يفكرون في دعوة أعضاء اللجنة الاستشارية (التي جاءت بقرار عالي المستوى حسبما سمعنا قبل تشكيلها ثم تبين أنها منبثقة عن الاتحاد) لحضور مؤتمر سيقرر مصير الكرة السورية ومستقبلها. ولا أعرف لماذا شكلنا اللجنة، ولماذا طلبنا منها أن تفكر وتخطط وتحلل إذا كنا استكثرنا عليها دعوة لمؤتمر استثنائي تقع قراراته المحتملة في صلب عملها؟!! ولا أجد أي توصيف لهذا الأمر سوى أنه فوضى «منظمة جدا»، ومتاهة ومضيعة للوقت والجهد والمال، وضحك على الذقون التي كانت تنتظر «هزة كبيرة» بعد نهائيات أمم آسيا. إذا كان هذا كله غلطا، فليعذرني اللواء موفق جمعة والمكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي على أن أقول إن تدخلهم (الذي لا يخالف القوانين الموضوعة منذ تأسيس المنظمة) في قرارات هذا المؤتمر «الغلط» هو غلط أكبر، لأن المؤتمر يجب أن يكون سيد نفسه هو واتحاد اللعبة، وأنا مع تغيير هذه الجزئية في قوانين الاتحاد الرياضي العام، لا بل مع إلغائها، ولا أعتقد أن عضوا أو حتى رئيسا للمكتب التنفيذي يمكن أن يقرر للعبة كرة القدم أو السلة أو ألعاب القوى كيف تسير وكيف تنتهج طريقها نيابة عن أهلها المجتمعين حسب القوانين أصلا، وكان يمكن الطعن في قانونية الاجتماع أو عدم دستورية قرار الزيادة بدل التدخل جهارا نهارا في عمل المؤتمر وقراراته.

آسف لأنني لم أستطع مجاملة كل أصدقائي الأعزاء، مثل اللواء موفق، والدكتور مروان، ولا الكابتن فاروق سرية، وآسف أكثر إن كان أحدهم سيعاتبني بشكل شخصي على رأي (رياضي) أقوله من أجل ما أراه أفضل لكرة القدم السورية من وجهة نظري المتواضعة جدا.