إشكالية البؤس؟!

مساعد العصيمي

TT

في مشوار العودة من جديد إلى المنافسة المحلية وما يصاحبها من احتقان وتوتر.. لم ننفك بعد من ألم الصداع الذي حاق بنا من جراء اختلافات ومهاترات واحتجاجات.. وتنافر.. بل إن الأمر تجاوز إلى تشنجات من فرط الفرح.. وشتائم من جراء الشعور بالغبن.

نعود اليوم إلى التنافس ونحن نقرأ أوراق الحاضرين لنجد أنها هي هي.. لكن ما توارى هو احترامنا لبعضنا ولتأصيل ذلك لا بد من بعض كيد.. وتأليب.. وكذب.. ولا بأس من تلاسن مباشر بين الرؤساء من جهة.. وبين المتحدثين الرسميين من جهة أخرى.. حقيقة لم يكن هناك ما يسعد خلال زخم شهر مارس (آذار) القريب الانتهاء إلا احتفالية أحمد جميل.. ليس لأن كرة جميلة قدمت يوم وداعه.. بل لقيمة عالية حملها هذا الرجل أجبرت الجميع على احترامه وتقديره.. وبقدر ما شكرنا أحمد جميل.. بقدر ما أسفنا على وضعنا الجاري الممتلئ حد الألم بؤسا وغيظا.

السؤال المطروح لماذا تعودنا أن نخرج كرة القدم خارج مكانها الحقيقي؟.. لماذا نحن متوترون؟.. بل لماذا نحن الوحيدون الذين نحكم على الآخرين بالنيات؟.. على المنافسين على الحكام.. على المؤسسة الرياضية والإعلاميين.. هي مأساة لكن لن ننفك منها ما دام أن بؤس العقليات التي لم تستوعب معنى التنافس ما زال مستمرا.. تلك العقليات لا بأس لديها إن سقط السقف على الجميع.. المهم أن تتلذذ بالكيد والتشفي بمن لا تحبه.

ليست الأندية وحدها.. بل إن الشأن الرسمي المنطلق من المؤسسة الرياضية في البؤس نفسه.. فما زلنا إزاء هذه المؤسسة نحتاج إلى كثير من الذكاء وسرعة البديهة، بل وفهمها وهي طائرة.. كي تستطيع فهم ما يجري في الكرة السعودية خاصة ما يذهب إلى الأنظمة والقوانين.. وما علينا في كل مره إلا أن نعود إلى رئيس اللجنة القانونية في الاتحاد.. لأنه هو الوحيد الذي بيده التفسير المطلوب!.. لا أعلم هل العيب فينا نحن المتلقين أم في اللوائح.. أم في من نقلها.. أو خطها؟.. هي لم تقنع أحدا.. لأنها في كل مرة تنحى إلى خلل.. هي لم تكن صعبة.. بل مبهمة.. ويبدو أن من وضعها أراد تزيينها بعدة مخارج كي يكون مقنعا مرضيا عنه.

في إشكالية البؤس لن ننفك من استحسان تقييد أيدينا وتكميم أفواهنا إزاء ما يحدث من تعصب مقيت.. لأننا حتى في لحظات الفرح لا نجد مخرجا.. ولنسأل أولئك الذين يريدون الاحتفال بأفضلية نجمهم الخليجي.. لكن بؤسهم امتد كثيرا.. لأن تراجعا وتنازلا عن شعارات وملاسنات سابقة لا بد أن يحدث لتحقيق ذلك.. وعليه.. ألم أقل لكم حتى وإن لم تكن هناك منغصات فلا بد أن نوجدها ولا بأس إن اخترعناها؟.. وما علينا إلا أن نختتم بمقولة.. كل بؤس وأنتم بخير.

[email protected]