القنوات الرياضية السعودية!

هيا الغامدي

TT

ندرك جميعا ما للطفرة الإعلامية الحالية من تأثير واضح على شتى واجهات المجتمع وتخصصاته، والكل مدرك لمدى تأثير وقوة الجهاز الإعلامي الحكومي، ولو وجد «الأهلي» أو الخاص، في تسليط الضوء على زاوية بعينها إذا ما أردنا التركيز بشكل أكثر تخصصا ودقة!!

وحينما نتحدث عن الإعلام الرياضي السعودي ومن منطلق أسبقية نعته بالشريك الاستراتيجي للإنجازات وباقي تخصصات المنظومة الرياضية، سنجد أن إعلامنا السعودي بدأ ينمو ويكبر ويتخذ لنفسه مسارات أكبر وإضاءات أوسع لمحاكاة ما يحدث بالإعلامين العربي والخارجي، وهذا شيء يستحق الوقوف عنده، وإن تأخرنا بعض الشيء حقيقة، فهذه الخطوات التي بات الإعلام الرياضي يقدمها وبالذات «المشاهد/المرئي»... التلفزيوني بالأحرى، بالتوسع والتناول الأكبر للأحداث الرياضية الحالية وباحترافية أكثر عن ذي قبل، هي خطوة متأخرة بعض الشيء ما من شك، سبقتنا إليها الكثير من القنوات الحكومية الجارة عربيا وخليجيا، لكن كوننا أصبحنا نفكر بهذا الشكل الإيجابي ونخطو خطوات ثابتة في الطريق الصحيح إعلاميا نحو توسيع نطاق قنواتنا المتخصصة، فهذا ليس عيبا ولا تخلفا، فأن تصل في نهاية المطاف خير من أن لا تصل إطلاقا.

أقول ذلك وأن أقرأ أنباء عن رغبة القائمين على قنواتنا الرياضية بتوسيع نطاق البث المباشر للمباريات وبشكل متزامن واحترافي مواكب للأحداث ومصاحب لاستوديوهات نقل وتحليل مستقلين، وبالذات مباريات دوري زين السعودي الذي أحيانا تشهد منافساته أكثر من لقاء حاسم وهام في اليوم الواحد، والمجال مفتوح ما دام العقد ينص على نقل 90 مباراة دورية بالموسم فلمَ لا؟!!

الفكرة جيدة وستستقطب عددا كبيرا من السعوديين الذين أصبحوا في الفترة الخيرة في حالة «انفصال شبه تام» وعزلة إعلامية عن قنوات بلادهم التي لا تقوم بنقل الحدث الرياضي الجاري كما يجب (كمّا/وكيفا)!! وبالتالي كان اللجوء إلى خيار القنوات الناقلة الأخرى خيارا استراتيجيا للمواطن السعودي الرياضي، لكنه لا يكفي لتغطية الحدث من زوايا الاهتمام بالحدث المحلي الجاري!!

إن فتح المجال للمزيد من القنوات الرياضية وتوسيع نطاق الشبكة السعودية «التلفازية» خطوة ضرورية نحو إعلام رياضي ناجح أكثر تخصصا واحترافية، وبالسياق أنا ضد فكرة تخصيص القناة الرياضية «الثانية» للألعاب الرياضية، وهو ما تم تناوله بشكل غير رسمي، لسبب بسيط يلحظه الجميع وهو تدني نسب اهتمام ومتابعة الشارع الرياضي السعودي بباقي الألعاب بالمقارنة بكرة القدم، وسبب آخر هو أن الفكرة يمكن أن تكون مقبولة لو وجد عدد كبير من القنوات الرياضية المتخصصة كشبكة عندها يمكن تخصيص قناة لباقي الألعاب!! وإن كنت أرى في لعبة «الفروسية» سحرا وجاذبية أكثر بالمقارنة بغيرها من الألعاب!! خصوصا بالنسبة لنسيج اجتماعي حضاري موروث ببلد كالمملكة العربية السعودية، وبخاصة أن الفروسية تحتل جزءا لا بأس به من اهتمامات الإعلام الرياضي المحلي بكل قنواته حتى العامة!! أقول إن إعلامنا الرياضي- التلفازي - في طريقه لمنافسة جادة لباقي قنوات النقل المتخصص المجاور، فما أحوجنا إلى إعلام رياضي تلفزيوني جديد نواجه به العالم بتفاصيل ورؤى أكبر!!