تأخير الإعلان عن مدرب للمنتخب.. لصالحنا؟!

هيا الغامدي

TT

تتفاوت الآراء وتتزاحم الأفكار والرؤى تجاه الإعلان عن مدرب جديد للمنتخب السعودي (الأول)، فما بين مؤيد للتأخير والانتظار والتأني والدراسة الجادة للأسماء وفق أسس علمية سليمة، وبين الرأي المخالف الذي يرى ضرورة الإسراع باختيار مدرب مناسب للمنتخب الذي بات - شبه الوحيد - الآن من دون جهاز فني يقوده بشكل رسمي، يكفينا ما يحدث ويمر على مسامعنا ونراه من استعدادات المنتخبات العالمية وحتى تلك «النامية».. و«المتطفلة» على سلم المجد، والمسألة في الآخر «اجتهاد»، ولكل مجتهد نصيب، أقول بأن الحسرة الذاتية تبدو واضحة، وبخاصة لمن يهمه مصلحة المنتخب، كون جميع المنتخبات تقريبا تلعب مباريات ودية دولية وتستغل أيام الفيفا أيما استغلال، ونحن ما زلنا نقف، والآخرون يتحركون من حولنا، والحياة لا تنتظر أحدا بشكل أكثر عمقا، وأنا مع الاتجاه الذي يرى ضرورة البحث عن صيغة تدريبية جديدة، وإن وجد البحث فيجب أن يتوج بالإعلان عن هوية المدرب الجديد وتطمين الشارع الرياضي السعودي على منتخب وطنه حتى يصبح بإمكاننا بلورة ما ينتظرنا من استحقاقات وفق خانة التخطيط المنهجي السليم، وإعادة صياغة كل ذلك في ذهنية تظهر تأثيرها على نسيج المنتخب وفي خانة أولوياته وإنتاجه!!

الجهاز الإداري للمنتخب أيضا لا يزال شاغرا ويحتاج لذهنية إدارية جديدة تسير بالمنتخب في شكل يجمع ما بين «الضدين المتلازمين»، فلا شدة ولا تشديد ولا حزم مبالغ فيه بشكل يقطع أواصر الصلة باللاعبين لأنهم في الآخر موظفون وليسوا.. «عبيدا»!! ولا تسيب ولا ضعف شخصية ولا إفراط ينفرط معه عقد الحل والربط بالمنتخب، «الوسطية» خير الأمور، وما من شك ريعها سيعود للصالح العام، صدقوني، وبصراحة الساحة الرياضية الآن مليئة بالأسماء الإدارية المرشحة، لكن من الأفضل؟!! ذلك ما يجب عمل تصويت عام وشامل عليه، ويحظى بقبول واستحسان الجميع، كونه سيمثل الجميع.

ثالثة الأثافي «العناصر» الممثلة للمنتخب الأول، هل تعتقدون أنها ستبقى كما هي؟!! أشك، ومن الأفضل أن لا تظل كذلك، لأن العنصر الدولي متى استهلك مرة فلا خير في مشاركته وقد تدنت لديه مستويات الأداء والثقة بالنفس!! وأعتقد أن من واجبنا ترك حرية اختيار الأسماء وفق منظور المدرب ورؤاه فقط، المسارعة في اختيار المدرب لا تعني - العشوائية - إطلاقا، فالاتحاد السعودي بقيادة الأمير نواف بن فيصل كان قد أخذ وقته في البحث والتفنيد والدراسة في هذا الشأن، ويتبقى الإعلان في القريب، فتوقيت الإعلان مهم للغاية في جانب فهم المدرب لكل ما يحتاجه من أجواء وعناصر وتخطيط متوافق مع الاستحقاقات المقبلة!!

أقول ذلك والمنتخب يتبقى على أولى مشاركاته أشهر قليلة بالتصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال البرازيل، وبصراحة أنا ضد فكرة وجود مدرب وطني ولو «مساعدا» بمنظومة المنتخب، لاعتبارات اختلاف الفكر والقناعات والمنهجية، فذلك من شأنه تمييع شخصية المدرب الرئيسي وضياع كاريزما المنتخب بين مطرقة الأجنبي.. وسندان المحلي!! وأيضا تلك الخطوة لم يأت نفعها في السنوات الأخيرة، وبالمقابل يتطلب الأمر وجود «قناة تواصل» مستمر واجتماع بين مدرب المنتخب ومدربي الأندية السعودية دوريا للمشاورة... لااااا أكثر!!