منتخب برانديللي سيفيد الأندية الإيطالية أوروبيا

لويجي غارلاندو

TT

أقيمت 7 من المباريات الثماني التي لعبها منتخب إيطاليا تحت قيادة برانديللي في الخارج، وهو أمر غريب وذو مغزى. فالاحتفاظ بالكرة وفرض أسلوب اللعب والهجوم بعدد كبير من اللاعبين، مثلما يطلب برانديللي دائما من لاعبيه، أشياء تصبح أكثر سهولة عندما يلعب أي فريق على أرضه ووسط تأييد جماهيره. وإذا كان منتخب إيطاليا قد أكد في ألمانيا وسلوفينيا وأوكرانيا أنه استعاد بالفعل شخصيته المميزة، فإن ذلك يعود أيضا إلى أن ذلك المنتخب الحالي قد ظهر وتطور مستواه في ملاعب غريبة عليه وأمام جماهير محايدة إن لم تكن مضادة له. إن منتخب إيطاليا ليس فريقا مدللا، بل إن شخصيته تكونت خارج ملعبه مثلما يحدث مع الشباب الذين يتركون منازلهم في سن مبكرة. وتكونت لدى الفريق المزيد من الأجسام المضادة، مثلما يحدث مع الأطفال الذين يلعبون في الشارع. ويرتبط لاعبو منتخب إيطاليا بقميص منتخبهم بحب وحماس كبير مثلما يحدث مع الإيطاليين الذين يعملون في الخارج.

لقد كان إلغاء عامل الأرض واللعب بنفس العقلية في ملعب سان سيرو أو خارجه هو الطفرة التي طرأت على فريق الميلان تحت قيادة أريغو ساكي الذي كان يقول للاعبيه «إن الرجل الحكيم يصطحب كل شيء معه». ولا شك أن اللعب بأداء مميز وامتلاك الكرة يجعلان الفريق يشعر بأنه يلعب على أرضه في أي مكان. ويسير برانديللي مدرب المنتخب على هذا النهج نفسه الذي لا يتبعه الكثيرون في إيطاليا. ولعل أهمية ذلك الأمر تتضح بالنظر إلى المعاناة الشديدة التي واجهت الفرق الإيطالية مؤخرا وهي تلعب خارج أرضها في دوري أبطال أوروبا وفي تركها للكرة للفرق المنافسة والاعتماد فقط على الهجمات المرتدة. وإذا استمر المنتخب على هذا النحو فإنه قد يسهم في إعداد لاعبي الأندية الإيطالية للبطولات الأوروبية بشكل أفضل. هل هي مصادفة أن يظهر أكويلاني ومونتوليفو، اللذان كان الجميع ينتظر منهما منذ سنوات تطورا في المستوى، بشكل جيد للغاية واحدا تلو الآخر في مباراتي المنتخب أمام سلوفينيا وأوكرانيا تحت قيادة برانديللي؟ ولا شك أن مسؤولي نادي باليرمو يشعرون بسعادة بالغة بعد ظهور بالزاريتي ونوتشيرينو بمستوى رائع مع المنتخب، وشعورهما بثقة لا حدود لها في قدراتهما مؤخرا. وينطبق الأمر نفسه على كريشيتو الذي كان يعاني من الخجل الشديد في السابق. وحمل ماتري وماركيزيو وبونوتشي الابتسامة لفريق اليوفي المكتئب بعد تألقهم مع المنتخب في اللقاءات الأخيرة. وإذا شعر البعض بالرغبة في الشكوى من المنتخب الذي يعرض اللاعبين للخطر (مثلما حدث بعد إصابة كيلليني في اللقاء الأخير)، فإنهم يجب أن يفكروا في الأمر جيدا ويدركوا أن مستوى اللاعبين مع المنتخب يعود بالنفع على جميع الأندية.