يرفضون لكن لا يكذبون؟!

مساعد العصيمي

TT

الخبر: «قرر نادي ريال مدريد الإسباني لكرة القدم عدم إذاعة أي أغان للمغنية الكولومبية الشهيرة شاكيرا داخل استوديو برنابيو بعد أن أكدت وسائل الإعلام ارتباطها عاطفيا بجيرارد بيكيه نجم الغريم اللدود برشلونة، وذكرت صحيفتا (ماركا) و(آس) في موقعيهما مساء أمس الأربعاء أن ريال مدريد لن يقوم بعرض أي أغان لشاكيرا خلال المباريات التي تقام على ملعبه».

التعليق: ما دخل شاكيرا أو غيرها بمنافسات كرة القدم.. هل كل زوجة لنجم ينتمي لناد معين تدخل في إطار الرفض من لدن المنافس؟

هذه الأسئلة تعيدنا إلى ما يحدث محليا وقياسه على الفعل الإسباني الذي صدر من واحد من أكبر الأندية الرياضية في العالم.. إن لم يكن الأكبر.. وهو ريال مدريد.. فحواه التعصب ورفض الآخر من فرط تنافس صعب بين الناديين جعل كلا منهما يتمنى خسارة الآخر.. لذا علينا أن لا نشتط حين لا يؤازر المنافس منافسه أمام الآخرين حتى لو كانوا من الخارج.. وعلينا أن لا نلوم المشجع العادي وهو يبدي التحسر من الكم البطولي لمنافس فريقه ففي النفس غيظ وغيره.. لكن ما نتمناه للمنتمين لأنديتنا المتنافسة أن لا توغل في التفاهات.. خاصة مما يصدر من مسؤوليها، ومن بعض من إعلاميين أعلنوا انتماءهم المطلق.. فالتفاهات أضرت بكرتنا.. وهو ما ساق إلى الكذب والاختلاق.. هناك في إسبانيا وحتى في مصر.. لا يحب المدريدي البرشلوني.. والأهلاوي الزملكاوي.. لكنه لا يكذب ولا يختلق.. هو لا يتعاطف مع من يرتبط به.. كما هو حال بيكيه وشاكيرا.. لكنه لا يلوي على كذب على بيكيه.. ولا يقوم البرشلوني بمحاولة الانتقاص من بطولات مدريد وتجييرها إلى المجاملة والدعم.

الانتماء «المفرط» موجود في كل العالم.. خاصة في كرة القدم.. ومنه المحمود ومنه المضر.. ولا أحسب غثاء المدرجات والاشتباكات خلال المباريات إلا من المضر تماما و.. ولا أقل منه خروج مسؤولي الأندية وهم يحملون في أيديهم لواء الكذب والاختلاق.. ليمنحوا إعلاما تافها.. الفرص للعبث وتحميل الأمور بغير ما تحتمل.

وأقول من واقع عملي في جريدة العرب الدولية «الشرق الأوسط» بمتابعة ما يجري إعلاميا، وبخاصة عبر المطبوعات أوروبيا.. سواء الشهيرة «لا غازيتا» التي تمتلك جريدتنا حقوقها العربية أو غيرها.. تسنى لنا قراءة النقد والاطلاع على أبعاده.. ولا ننكر هنا أن هناك من كبار الإعلاميين الأوروبيين من هو موغل في حبه لناد معين.. لكن لا يختلق.. ولا يكذب.. لأنه إن فعل ذلك.. فسيرفضه القريبون منه انتماء قبل الآخرين.. أما لدينا فهناك من يبارك الكذبة.. بل ويثني عليها ويؤكدها.. هنا الفرق.. حتى وإن رفضوا كل من ينتمي للمنافس!!

[email protected]