الميلان الأكثر تحفيزا في مواجهة الإنتر اللائق بدنيا

أريغو ساكي

TT

تحمل مباراة الميلان والإنتر أهمية قصوى هذا الموسم، فعلى الرغم من أن الفائز بمباراة الديربي لن يكون قد حسم منافسة الدوري لصالحه بنسبة 100 في المائة، فإنه سيضمن إقصاء الآخر من طريقه حتى نهاية الموسم، مانحا الفرصة لنابولي للتربع في المركز الثاني ومن ثم التأهل للشامبيونز ليغ. من جهة أخرى، قد يصعب علينا التنبؤ بنتيجة مباراة الديربي في ظل الظروف الحالية التي يمر بها كلا الفريقين، فالصورة لا تزال ضبابية بعض الشيء، نظرا لعدم وضوح بعض المقومات المهمة. فعلى سبيل المثال، هناك علامة استفهام كبيرة حول الصورة التي سيظهر بها اللاعبون الذين شاركوا مع منتخبات بلادهم في الأيام الماضية، فضلا عن العائدين من الإصابات ومدى تأثير غياب إبراهيموفيتش عن الميلان ولوسيو عن الإنتر.

ويرجع رجحان كفة الإنتر قبل ساعات قليلة من المباراة إلى غياب إبراهيموفيتش عن الميلان، نظرا للثقل الذي يضفيه اللاعب على الميلان وتأثيره الكبير على مختلف جبهات الفريق. كما أن غياب السويدي سيلزم لاعبي أليغري على تعديل طريقة اللعب التقليدية التي تعتمد على تمريرات إبرا الطويلة وتسديداته المتلاحقة نحو مرمى الفرق المنافسة. وفي المقابل، لا يعاني أبناء ليوناردو من أي مشكلات فنية في غياب لوسيو، نظرا لوجود بدلاء مناسبين في جبهة الدفاع. من ناحية ثانية، لا يمكننا أن ننكر اعتماد الإنتر والميلان والفرق الإيطالية بشكل عام، على المهارات الفردية التي يتمتع بها اللاعبون الذين يحدثون فارقا كبيرا، إذا ما جمعوا بين كفاءة الأداء والرغبة في الفوز، فضلا عن خلق حالة من التناغم مع بقية الفريق، فهذه هي المقومات الأساسية للفوز في الدوري الإيطالي.

أما فيما يتعلق بالدوافع المعنوية، فنجد أن الإنتر والميلان يمتلكان الكثير منها، ولكن الفرق الإيطالية عادة ما تسيء التصرف عند شعورها بالنشوة والرخاء. وعلى العكس من ذلك، نجدهم بارعين في التصرف تحت الضغوط الكبيرة، سواء كانت أوروبية أو محلية. وإذا ما قمنا بتطبيق هذه النظرية على فريقي ميلانو، سيتضح أن الميلان يخضع لحالة ضغط معنوي كبيرة، فضلا عن شعور لاعبيه بالقلق والخوف من فقدان المركز الأول، في حين يشهد فريق الإنتر حالة من الرفاهية والنشوة بعد سلسلة الإنجازات التي حققها الفريق مؤخرا. وعلى ذلك، إذا قيمنا فرص الفوز لكلا الفريقين من الناحية المعنوية، فربما يتعين علينا أن نمنح 8 نقاط للميلان في مقابل 7 للإنتر. من ناحية ثانية، سيسعى فريقا ميلانو إلى الاستفادة من المهارات الفردية بأقصى شكل ممكن عن طريق تشكيل الثنائيات التي تشتهر بها كرة القدم الإيطالية. ومن هنا، يتضح أن كفة النواحي الفنية تميل لصالح الإنتر بشكل أكبر، نظرا لعودة ميليتو إلى صفوف الفريق في الوقت الذي سيفقد فيه الميلان خدمات مهاجمه السويدي، مما سيلزمه بعدم الاعتماد على المهارات الفردية بأي شكل من الأشكال، بل يتعين عليه أيضا الاتحاد والتعاون من أجل الحفاظ على وحدة منتصف الملعب بالاستعانة بسرعة باتو الكبيرة، وبراعة روبينهو (أو كاسانو) وكذلك بواتينغ. غير أن اللياقة البدنية التي يتمتع بها لاعبو الإنتر ستضع منافسيهم في مأزق كبير في المواجهات الفردية، وهو ما يدفعنا إلى منح الإنتر 6 نقاط في مقابل 5 للميلان، إذا ما أردنا تقييم النواحي الفنية في كلا الفريقين.

من جهة أخرى، كان الإنتر قد ترك انطباعا جيدا لدى الجميع قبل فترة التوقف بعد أن وصل جميع لاعبيه إلى أفضل حالاتهم الفنية وعلى رأسهم شنايدر، باندف، تياغو موتا، ستانكوفيتش وغيرهم.

وبالتالي، يمكننا أن نقيم الحالة البدنية في الإنتر بـ8 نقاط في مقابل 6 للميلان. أما فيما يتعلق بالروح التنافسية، فالميلان يمتلك رينو غاتوزو وفان بوميل اللذين يتمتعان بروح تنافسية عالية جدا، أما في الإنتر، فهناك كامبياسو وغيره من اللاعبين الذين يسعون لإثبات جدارتهم، الأمر الذي يجعلني أرجح التعادل بين الفريقين في هذه النقطة، بينما أرى أن الإنتر لا يزال متفوقا على الميلان بنسبة 10 إلى 9 في المهارة الفنية.

وبذلك، يتضح أن الإنتر هو الأقرب إلى الفوز، ولكن مباريات الديربي لا تعترف بهذه المعايير، فمن سيلعب بشكل أفضل، سيكون الفوز من نصيبه.