الهلاليون وقاعدة «القافلة تسير..»

موفق النويصر

TT

يتعرض نادي الهلال السعودي ككيان ولاعبين وإداريين، لحملات منظمة بين الحين والآخر، بهدف النيل منه ومن منجزاته أو على أقل تقدير عرقلة خطواته المتسارعة.

آخر هذه الحملات ما رد عليها المهاجم الهلالي ياسر القحطاني لمراسل القناة الرياضية السعودية، بعد نهاية مباراة فريقه الدورية أمام الاتفاق، التي سجل فيها القحطاني آخر أهدافها، بقوله إن ما يتردد في بعض الإعلام الرياضي «المغرض» بأنه لم يسجل أي هدف خلال أكثر من ثمانين يوما، مجرد أكاذيب، مفندا تلك المدة بأنها تتضمن معسكر المنتخب الأول استعدادا لنهائيات بطولة أمم آسيا، ومن ثم البطولة نفسها في الدوحة، وأخيرا خضوعه لبرنامج علاجي وتأهيلي لأكثر من شهر ونصف توقف فيها قسرا عن اللعب، وبالتالي تكون تلك المقولة مجرد أكاذيب لا تستحق الرد عليها.

ما ذكره القحطاني ليس الأول من نوعه في مسلسل النيل من الهلال ونجومه، وليس أدل على ذلك إلا الإشاعات التي تطال مدرب الفريق غابريال كالديرون، وإمكانية استبدال آخر به، التي تداولها الوسط الرياضي قبل الكلاسيكو السعودي منذ ثلاثة أسابيع، ونفتها الإدارة الهلالية. الغريب أن بعض الإعلام الرياضي يردد أقوالا غير صحيحة ويحاول أن يبررها، كما حدث مع عبد الله الشريدة محلل «الجزيرة الرياضية»، الذي قال بين شوطي مباراة الهلال والاتفاق الأخيرة، إن الدفاع الهلالي هو أضعف خطوط الفريق، وإن علاجه لا يتم إلا بجلب لاعب أجنبي.

ولا أعلم عن أي فريق يتحدث الشريدة؛ هل يتحدث عن الهلال متصدر الدوري؟ أم الحزم متذيل الترتيب؟ عن أسامة هوساوي وماجد المرشدي أفضل قلبي دفاع في السعودية؟ أم عن اثنين غيرهما في فريق آخر؟ عن الهلال أفضل فرق الدوري هجوما ودفاعا؛ حيث سجل مهاجموه 43 هدفا حتى الآن متقدما على أقرب منافسيه النصر صاحب المركز الثالث بثلاثة أهداف، في حين لم يلج مرماه سوى 15 هدفا، وأقل بهدفين عن صاحب المركز الثاني الاتحاد، الذي ولج مرماه 17 هدفا؟

المحير في الأمر أن الاستمرار في ترديد تلك الأقاويل المغلوطة يجعل البعض ينساق خلفها، ومن ثم البناء عليها، كما حدث من الزميل العزيز مصطفى الآغا في مقاله «شخصية البطل» يوم الاثنين الماضي، عندما ذكر أن الهلال لم يتأثر بتغيير مدرب أو غياب نجم أو توقيف سوبر ستار أو اللعب خارج الأرض أو نقص الموارد المالية، إلا أنه يعاني من مشكلات في دفاعاته.

غير أن من يستعرض نتائج الهلال في السنوات الماضية، سيجد أن الفريق حافظ دوما على أفضليته الدفاعية، وتناوب مع الاتحاد على أفضلية التسجيل، حيث سجل الفريق في الموسم الماضي 56 هدفا، بينما ولج مرماه 18 هدفا، وهو معدل متسق مع حال الفريق اليوم. ولا أعلم هل الفريق الهلالي لديه «حصانة ربانية» ضد التسجيل في مرماه، أم إنه يجتهد في الذود عن مرماه كما يجتهد الآخرون في التسجيل فيه؛ ينجح أحيانا في صدهم، وينجحون مرات في الوصول إلى مرماه.

الأكيد أن الأرقام لا تكذب رغم اجتهادات المفسرين؛ سواء بحسن نية أو غير ذلك، ولكن من الواضح أن النجاح الهلالي يقلق الكثيرين، فيحاولون عرقلة مسيرته بشتى الطرق، وفي ظني أنهم لن يصلوا لمرادهم، لأن الهلاليين اعتمدوا قاعدة «القافلة تسير..».

[email protected]