أحسنوا اختيار الحكام!

عادل عصام الدين

TT

لا أبالغ إن قلت إن أكبر عقبة تواجه كرة القدم السعودية هي التحكيم الوطني.

وعلى مدى سنوات قرأنا الكثير.. والكثير جدا حول سلبيات ومشكلات التحكيم في الملاعب السعودية.

وكنت استمعت خلال الأيام الماضية لعدة آراء حول كل ما يتعلق بالحكام... ما المشكلات.. وكيف نسعى للعلاج أو الحلول؟!

الحقيقة أن مشكلات حكم كرة القدم متعددة، وهذه المشكلات تؤثر كثيرا على عطائه، كما أن مصادر الضغط تشكل عائقا كبيرا للحيلولة دون نجاح الحكم.

الدكتور نبيل ندا تناول بدقة مشكلات حكم كرة القدم في كتابه الحديث «الإعداد النفسي لحكم كرة القدم»، وقسم هذه المشكلات إلى داخلية مثل العامل الوراثي، والدوافع كالدافع التعويضي، والوصول إلى المرتبة الدولية والشهرة، وتحسين الدخل المادي، وكسب علاقات وصداقات، والوجاهة الاجتماعية. وهناك السمات النفسية، حيث لا بد أن يتسم بالاتزان الانفعالي، ورباطة الجأش، وحيوية الضمير، والانتباه، والتركيز، والشجاعة في اتخاذ القرار العادل.

والمشكلات الخارجية هي: الأسرية، ومشاكل العمل أو المهنة الرئيسية، وضغوط لجنة الحكام، ومشكلات أخرى كالمواصلات، وسوء الملاعب، والتعصب، والشغب، وعدم انتظام المسابقات.

أما مصادر الضغط على الحكم، فهي معروفة وفي مقدمتها الحكم ذاته، فحين يكون الحكم كما يقول نبيل ندا أسيرا لفكرة ما.. ينخفض أداؤه كثيرا، والمصدر الثاني هو مساعد الحكم ثم قواعد أو قانون اللعبة ومجريات المباراة واللاعبون والجهاز الإداري والفني والجمهور والإعلام ولجنة الحكام والأمن.

ثمة من يرى أن الإعلام أخطر أو أسوأ المصادر التي تشكل عقبة أمام حكم كرة القدم الذي يسعى للنجاح.

إذن، يمكن القول إن المصادر التي تشكل ضغطا على الحكم لا سيما في ملاعبنا.. بعضها داخل الملعب.. وبعضها خارج الملعب.. أما أخطرها، فهو الحكم ذاته، ذلك أن الحكم الذي لا يعرف قدراته جيدا، كما يقول ندا، سيتعرض لخبرات الفشل، ثم إن الحكم يجب أن يحدد هدفه بوضوح، ولا يجب أن ينشغل في عمليات مقارنات دائمة مع زملائه، فتنهك قواه ويرفض تقبل النصائح.

شخصيا أرى أن أصعب مصادر الضغط على الحكم «داخل الملعب» هم اللاعبون، حيث يسعى كل لاعب للفوز، وبالتالي ترتفع وتيرة الحماس ودرجة الثراء الانفعالي، وما أكثر اللاعبين المغرورين الذين يتعمدون الإساءة إلى الحكم!

أما أصعب مصادر الضغط على الحكم «خارج الملعب»، فإن إعلامنا الرياضي يأتي في المقدمة بلا شك.

ومع إيماني بكل ما تطرق إليه نبيل ندا من مشكلات، أرى أن التحكيم السعودي بالذات يعاني منذ عقود.. مشكلة مزمنة اسمها «سوء اختيار الحكام» في المباريات.

منذ سنوات طويلة وكل لجان الحكام تختار، عامدة أو غير عامدة، الحكام المتعصبين في مباريات الأندية التي يتعصبون لها.

بالتأكيد، سيحقق الحكم السعودي بعض النجاح في الخارج.. ما دام أن «سوء الاختيار» لا يتكرر إلا في ملاعبنا.

أختم بما قلته عشرات المرات: أحسنوا اختيار «الحكم المناسب للمباراة المناسبة».

[email protected]