بطل قوي لدوري ضعيف!

منيف الحربي

TT

منذ انكساره في النهائي الآسيوي واتحاد جدة يعجز عن منافسة الهلال مكتفيا بمزاحمته بداية ووسط الدوري، قبل التسليم عند المنعطف الأخير، ولأن العميد هو الوحيد الذي كان يجاري الأزرق طوال السنوات الماضية فقد استفاد الأخير من هذا العجز، وبات ينطلق (خلال الموسمين الماضي والحالي) بعيدا، وبفارق كبير من النقاط.

مع احترامي لرأي رئيس المركز الإعلامي بالاتحاد؛ فإن تلميحاته حول تأجيل مواجهة الفريقين في الدور الأول، وإشارته إلى أنها «مساعدة» أدت لانفراد الهلال بالصدارة، هي مغالطة واضحة وهروب من الحقيقة.. كل الأندية تواجه مواقف إيجابية يرى منافسوها أنها تسهيلات، ومواقف أخرى يرى محبوها أنها ظلم، أي يوم لها ويوم عليها، لكن الفيصل في النهاية هو الإمكانات والعقليات التي تعرف كيف تتعامل مع المواقف وتدير الأمور، فالاتحاد تعادل تسع مرات متتالية (ليس لأي لجنة دور فيها) ووقع في إشكالات وانقسامات داخلية أثرت عليه سلبا وأفقدته توازنه!

الشباب الذي ابتعد منذ سنوات عن البطولة الأقوى تراجع أمام المد الأصفر، وترك موقعه للنصر المتطور والباحث عن عودة قوية، حيث أزاح الليث عن ثلاثي المقدمة، وها هو يحاول تكرار سيناريو العام الماضي ويصبح قريبا من إزاحة الاتحاد عن الوصافة.. مع هذا تقف الأندية المتقاربة (الاتحاد والنصر والشباب) بعيدا عن المتصدر، وإذا كانت هناك وجهات نظر فسرت هذا على أنه يعود لضعف وتراجع مستويات معظم الفرق، فإن الانفراد الهلالي يبدو وكأنه احتجاج صامت يقول إذا كانوا قد تراجعوا فإن فريقنا في مكانه، وإذا كان الدوري ضعيفا فإن فريقنا ما زال يحتفظ بقوته!

من زاوية أخرى.. ربما يكون الأهلي، ومنذ العام الماضي، لغزا محيرا حتى لمحبيه، بينما الفيصلي علامة فارقة، وهو يسعى للحصول على أحد المقاعد الآسيوية أمام تخلي الاتفاق عن انطلاقته الجميلة، وتبقى «فانتازيا» الوحدة بقربها من الهبوط ووصولها لنهائي كأس ولي العهد معقولة جدا!

الحزم حسم أموره وأعلن وجهته منذ وقت مبكر، بينما نجران الأقرب لمرافقته بعد أن أنهكته معركة نقاط التعاون، ومع أن الفتح وقطبي بريدة مرتاحون نسبيا، فإن طموحات نجران (إذا استعصت عليه القادسية) قد تسحب أحدهم في المرحلة الأخيرة.

بقيت خمس جولات ربما تغير بعض الملامح، لكنها لن تغير الصورة الواضحة للبطل الذي أعلن احتفاظه ببطولته وقوته.