يا اتحاد الكرة.. أعطِ الأجير حقه!

عبد العزيز الغيامة

TT

«اتحاد الكرة السعودي يأمر بصرف مكافآت الحكام والمقيمين والمراقبين الإداريين لمباريات دوري الدرجة الأولى بإجمالي 983 ألفا و420 ريالا، ومن جانبه قدم عضو اتحاد الكرة السعودي ورئيس لجنة الحكام الرئيسية عمر المهنا شكره وتقديره لمسؤولي الاتحاد على دعمهم للحكام ماديا ومعنويا، مؤكدا أن هذا الدعم غير مستغرب من المسؤولين عن الرياضة».

انتهى الخبر.. لكن حالة الاستغراب والتعجب والإحباط لم تنته من كاتب هذه السطور لسبب وحيد، هو أن المسؤول عن الحكام أفرد الصفحات لشكر المسؤولين على الدعم، بينما الواقع يقول إن ما قدمه اتحاد الكرة ليس سوى حق من حقوق الحكام، وليس ذلك فقط، بل إن هذا الحق متأخر في الصرف؛ إذ إن الخبر يقول إن اتحاد الكرة لم يمنح هؤلاء الحكام والمراقبين والمقيمين والإداريين العاملين في سلك التحكيم حقوقهم منذ بداية الموسم وقام بالدفع المالي على الرغم من أنه متأخر لشهر واحد!

أسئلة كثيرة تدور في ذهني ومن بينها: كيف يكون الدعم غير مستغرب من اتحاد الكرة وهو يتأخر بالأشهر والسنوات لإعطاء الحكام «حقوقهم»؟ نعم هي ليست مكرمة من هذا الاتحاد بل هي متأخرات منذ بداية الموسم وحتى الـ4 من الشهر الماضي.. هي واجبات وحقوق لحكامك ومقيميك وإدارييك!

كيف «يطبل» مسؤول كبير في لجنة الحكام لمسؤولي اتحاد الكرة وهو يعلم في «قرارة» نفسه أن هذه المصروفات والمستحقات التي ستسلم اليوم لعشرات أو لمئات من الحكام ما هي إلا نظير جهدهم وتعبهم وذهابهم وإيابهم بين مناطق البلاد؟!

ما الذي يريده رئيس لجنة الحكام من هذا الأسلوب «التلميعي»؟! كان الأحرى به أن يطالب بالملايين الـ5 من الريالات التي لم تصرف لغالبية الحكام منذ عام 2008 كما نشرت «الشرق الأوسط» في خبر لها قبل 3 أسابيع!

تصوروا، يا سادة يا كرام، أن يقوم حكام، لم يبلغوا بعد سن الـ22 عاما، بأخذ مصروفات سفرهم وإقامتهم وتنقلاتهم من أولياء أمورهم، والسبب أن اتحاد الكرة السعودي لا يقوم بدوره الحقيقي في تأمين ما يريده الحكام.

يحدث هذا الأمر وسط حملات من الترويج في اتحاد الكرة بأنه يدعم حكامه.. يحدث هذا الأمر وسط شكر وتقدير للمسؤولين؛ لأنهم يقدمون الدعم الكبير للحكام.. فعلا إنه أجمل دعم أن تتأخر حقوق الحكام شهورا وربما سنوات!!

يقول حكم شهير، لن أكشف عن اسمه، لكنه يعرف «أنني أقصده» لأحد الإعلاميين: تصور أنني ذهبت في أحد المواسم لقيادة نهائي محلي كبير وعدت وكل مصروفات الذهاب والإياب والإقامة والمواصلات على حسابي الخاص.. لقد مضت سنوات ولم يدفع لي حقي!!

يحدث هذا للأسف والإعلام المحلي يهاجم وينتقد ويشكك في نزاهة الحكام، واتحاد الكرة يتفرج.. لقد ترك اتحاد الكرة مسؤولياته وذهب لتحمل مسؤوليات وزارة الإعلام من خلال ملاحقة المشجعين المراهقين حتى في بيوتهم وهم أمام أجهزتهم الحاسوبية «لا تشتمون فلانا ولا فلانا».

يريدون النجاح على الرغم من أنهم لم يعطوا الأجير حقه بعد أن جف عرقه بمرور الأشهر والسنوات.. فعلا الحكام يجدون دعما غير مستغرب!

[email protected]