«هم.. البزنس»!!

عادل عصام الدين

TT

التقيت مساء الأربعاء الماضي في مطار الملك خالد الدولي بالرياض بإداريي ومدربي ولاعبي فريق الناشئين.

كانوا قد لعبوا مباراة في الرياض، وهم في طريقهم للعودة إلى مدينتهم، وقد أخبروني أن المباراة القادمة ستكون يوم الاثنين في مدينة أخرى بعيدة تتطلب التوقف في مطار ثان.

وعلى مدى عدة أشهر.. كلما التقيت بمسؤولي الفرق السنية كانت الإجابة واحدة: نعم نعاني من السفر.. والمواصلات.. والأدهى والأمر أن هؤلاء الصغار يلعبون «بعض» مبارياتهم في وسط الأسبوع!

قد تكون الظروف أجبرتهم على ذلك، لكنني أعود وأسأل ما سر هذا الإصرار على إقامة بطولات الناشئين بنفس طريقة الكبار؟!

أعرف أن المنافسة للصغار الذين يتجاوزون الـ10 سنوات مطلوبة، وأعرف أنها مهمة لما بعد 14 سنة، لكنني لا أظن أن الخبراء طالبوا بضرورة السفر أو أنهم لم يراعوا مشاق السفر وأضراره على اللاعبين وهم طلاب مدارس.

المشكلة في إقامة بطولات للصغار من خلال منافسة داخل المنطقة ثم تقام مباريات دور الـ4 أو دور الـ8 بخروج المغلوب؟!

أو بنظام «التجمع» إن كان الوقت ملائما!

ولو لم نكن نعاني كثيرا من مشكلات «الحجوزات» والبقاء فترات طويلة في المطارات، لهان الأمر لكن المشكلة القائمة تتمثل في بطولة «الصبر» على المطارات والسفر، وهذه كثيرة جدا على ناشئ كرة القدم السعودية.

** لو سئلت عن خلل كبير تعاني منه كرة القدم السعودية لأجبت: «هجمة.. البزنس»!

صار «البزنس» لبعض الرؤساء وأعضاء الأندية.. والاتحادات هو «الهم» الأول.

سيقولون وكيف تسير الرياضة بدون مال؟

وأقول: المال مهم ولكن ما يحدث على أرض الواقع أمر مخيف.

عند البعض ممن أتابع خطواتهم صار «البزنس» هو الأساس وما عدا ذلك ثانويا مع أن الجانب الفني للعبة يظل هو الأساس ومن ثم تأتي بقية الجوانب.

وما أكثر الذين «هبروا» واستفادوا ماديا ومعنويا.

استفادوا من «اللعبة» بعد أن خططوا من أجل مصالحهم الشخصية.

استغلوا فرص الاستثمار.. والأبواب المفتوحة لـ«التعاقدات» وصار الاستثمار همهم.. والتسويق وظيفتهم.. وعاشت المنافسة.

[email protected]