وزراء شباب مجلس التعاون.. لماذا بن همام؟!

مساعد العصيمي

TT

في كل مرة يجتمع مجلس وزراء الشباب والرياضة في دول مجلس التعاون الخليجي أجد نفسي أكثر تساؤلا عن القيمة المضافة لشباب دول المجلس.. لن ننتقص من العمل القائم؛ لأن فيه إيجابيات كثيرة.

ليس هذا موضوعنا، بل إن ما لفت النظر في اجتماع أبوظبي الأخير يذهب إلى دور هذا المجلس في الدعم والوقوف مع المنتمين له، ويشهد الله أن المجلس، منذ تاريخه، لم يتخل عن ذلك، وإن شهد انقسامات فالسبب أن المتنافسين على الترشيحات هم من المنتمين له.

لكن ما آلم النفس وأوجع الفؤاد أن يذهب لقاء أبوظبي إلى جهة ويتخلى عن أخرى بالأهمية ذاتها إن لم تكن أهم وأبلغ.. فحين يتفق الحاضرون على دعم توجه الشيخ أحمد الفهد في تجديد رئاسته للمجلس الأولمبي الآسيوي فهم يفعلون عين الصواب؛ لأن الرجل منهم وفيهم ويكفي عدد الدورات التي أمسك من خلالها بزمام هذا المجلس، لكن أن يتم تجاوز إقدام بن همام على ترشيح نفسه لـ«الفيفا» فذلك مما يؤلم النفس؛ لأن الأخير كان يستحق ممن ينتمون له دما وبيئة وأرضا وتوجها أن يكونوا حاضري الدعم والافتخار بما هو عليه هذا الرجل من قوة وحظوظ لتبوؤ كرسي «الفيفا».

حقيقة كان الأمر غريبا، بل وكأن هناك من يداري سوأة التجاهل لهذه الشخصية الكبيرة.. كيف يحدث هذا وهناك مواطن خليجي يملك كل الحظوظ وأوراق التفوق لاعتلاء الكرسي الرياضي الأهم في العالم؟

جميل القول إنني شخصيا أعرف عن كثب توجه قائد العمل الرياضي العربي الأمير نواف بن فيصل وحرصه المنطلق من انتمائه الخليجي الذي هو أكثر من أي انتماء عرقي، وهو ما يعبر عنه احترامه لشخصية بن همام، بل إنه أشار مرارا وتكرارا إلى الوقوف مع بن همام في مسيرته الآسيوية ودعمه، كيف لا وهو ينتمي إلى الحبيبة قطر غير أنه «منا وفينا»؟ وعليه كنت أتمنى أن يكون البيان الصادر من اتحاد الكرة العربي تجاه ترشح بن همام أقوى وقعا من المباركة من خلال التركيز على الدعم والعمل على توسيع نطاقه.

أرمي عتبي هذا والعالم بات أكثر استعدادا لقبول رئيس جديد لـ«الفيفا» من خارج القارة الأوروبية، بل يكون بديلا للعجوز بلاتر، والآن، والفرصة باتت سانحة، كان على وزراء الرياضة في دول مجلس التعاون الخليجي أن يعلنوا دعمهم المطلق، بل عملهم الجاد، لأجل كل ما فيه دعم هذا الرجل.

ومقامنا هنا ليس مقام مديح، مدركين أننا لا نراهن على جواد خاسر، بل رابح، وبتفوق، منطلقين من وقائع وحقائق تجاه هذا الرجل تجعلنا متفائلين جدا بعمله المهم المقبل، كيف لا وزمنه شهد تسارع القفزات الآسيوية وبات الحصاد أكثر قيمة، بما يقنعنا أننا إزاء رجل يعلم أين يقف، وكيف يتحدث، بل وإلى أين يتجه نظره؟

وألفت هنا إلى أن الخليجيين الذين كانوا قادرين على منح بلاتر الأفضلية على خصمه الصلب ليونارت يوهانسن حين ترشيحات «الفيفا» 1998، قادرون أيضا على أن يدعموا الخبير الخليجي لكي يقصي السويسري الذي بات الآن أكثر تضعضعا وركضا طلبا للعون في مهمة الترشيحات الجديدة.

[email protected]