الصادق.. دياب

مصطفى الآغا

TT

لم ألتق به في حياتي، وللأسف لن ألتقي به مستقبلا لأنه انتقل للدار الآخرة. وأول وآخر معرفتي به كانت عبر صفحات «الشرق الأوسط» التي منحتني شرف الادعاء أنني كنت زميلا له في الكتابة بالصحيفة نفسها.

إنه الزميل الراحل الكبير محمد صادق دياب، الذي رحل عنا جسدا وسيبقى معنا ما بقيت الكلمة موجودة في هذا الكون.

هذا الرجل كان يكتب بالأسلوب الذي يشد السواد الأعظم من القراء، ألا وهو الأسلوب العفوي المباشر الخالي من التعقيد، والذي لا ينافق فيه ولا يجامل، حتى وصفه البعض من قرائه بـ«دياب الذي لا يهاب».

ولأن الحياة مواقف، لهذا أعتذر من محمد صادق دياب الذي كتب ذات مرة مدافعا عني وعن برنامج «أصداء العالم» الذي عرضناه خلال كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا، واستضفنا فيه كبار نجوم التحليل والفن في مزيج كان جديدا آنذاك، وهو ما لم يعجب البعض (وهذا من حقهم، لكنه في الوقت نفسه أعجب الكثيرين ومنهم الراحل الكبير). وللأسف لم تتح لي الفرصة كي أشكره شخصيا أو هاتفيا أو حتى برسالة نصية.

في تلك المقالة التي تحدث فيها أيضا عن كرة القدم، كتب محمد صادق دياب بضعة أسطر لا أزال أذكرها، ومنها هذا السطر:

«أي شيطان أكثر (شيطنة) من شيطان الكرة الذي يجعل 22 عاقلا يتخلون عن عقولهم، ليركضوا على مدى ساعة ونصف الساعة خلف كرة من الجلد لا يتجاوز محيطها 71 سنتيمترا، ويجعل كاتبا مثلك يركض حاملا مقاله خلفها أيضا، ليصبح المجنون رقم 23؟».

صدقت عزيزي الراحل محمد صادق دياب، لأن جنون الكرة وبعض المنتسبين لبلاط جلالة إعلامها وصل إلى مستويات غير مقبولة وغير معقولة، لكن لا حياة لمن تنادي، فكل الصرخات تذهب هباء في واديها السحيق.

في مقالته تلك ختم زميلنا كلماته بهذا التساؤل:

«أيهما أكثر جاذبية: كرة القدم أم الكرة الأرضية؟».

أترك الإجابة لكم.. ورحمة الله عليك يا أستاذنا الكبير.