الحل: لجنة حكام أجنبية!

عبد العزيز الغيامة

TT

كانت الآمال والطموحات تتطلع لأن يكون حاضرا في نهائيات كأس العالم 2014 كحكم سعودي شاب، شأنه شأن كل الحكام المتألقين في العالم، بيد أن الشارة الدولية التي تقلدها قبل أشهر قليلة لن تمنحه سوى الذكريات، بعد أن تألق لفترات في بداية مسيرته التحكيمية، قبل أن يعتزل المهنة وهو في ريعان شبابه حيث لم يبلغ بعد سن الـ26!

فهد المرداسي كتبت عنه صحيفة «الشرق الأوسط» قبل عام أنه من سيقود لواء التحكيم السعودي في العالم، خلفا لخليل جلال. لكن لجنة الحكام الرئيسية، ومعها في ذلك اتحاد الكرة السعودي، لم يتركا أحدا يعمل في هدوء وسكينة، فالمضايقات من قبل مسؤوليه في اللجنة كشفت عن وجهها السلبي بأسئلة تافهة وغياب للدعم وانعدام للبيئة الجاذبة!

يقول المرداسي، حينما فجر مفاجأة اعتزال التحكيم، أول من أمس، في برنامج «الملعب»: «حينما اتهمت بأنني أعمل مدرسا للرياضة في نفس مدرسة لاعب التعاون ناصر البيشي، وأنني أغادر مع فريق التعاون ذهابا وإيابا عبر الطائرة، اجتمع بي رئيس لجنة الحكام عمر المهنا وبدأ يسرد الأسئلة التافهة.. هل صحيح أنك تركب معهم في نفس الطائرة؟ وهل صحيح أنك تعمل معلما للرياضة مع لاعب التعاون؟ وهل صحيح أنك تدرس أبناء أعضاء شرف التعاون؟ يا الله يا عمر.. إنها أسئلة خطيرة كتلك التي نراها في الأفلام البوليسية؟!

بالنسبة لي.. ما المانع أن يسافر الحكم ذهابا وإيابا مع نفس الفريق؟ إذا كنتم يا لجنة الحكام لا تريدونه أن يفعل فلماذا لا تستأجرون له طائرة خاصة؟ وما المانع في أن يوجد في مدرسة واحدة مع «معلم» هو لاعب في أي فريق؟ هل هي الثقة التي تمنحونها لحكامكم؟!

يا لها من لجنة لا تعرف كيف تطور حكامها.. مساكين هؤلاء الحكام.. سب وشتم وقذف في الملعب.. وتجريح وإساءات من مسؤولي الأندية والإعلام.. وإيقافات وتحقيقات من قبل لجنة الحكام واتحاد الكرة.. ووسط ذلك كله تأخر في المكافآت.. وما هي هذه المكافآت يا هؤلاء.. إنها مجرد مئات من الريالات تضيع في مكالمات هاتفية!!

قبل عام ونصف العام كنت أول ناقد رياضي سعودي طالب بلجنة حكام أجنبية.. نعم خبير أجنبي أوروبي ومعه أعضاء أوروبيون هو يختارهم من هناك لمدة 4 سنوات مقبلة!

الهدف من هذه الفكرة العمل بهدوء ورسم خطة استراتيجية لخلق جيل سعودي تحكيمي يثق في نفسه وليس ذلك فقط بل دعمه فورا.. ما إن تنتهي المباراة إلا ويتسلم مكافأته في الملعب نقدا حتى يشعر بقيمة ما يقوم به وأيضا مكافأة تستحق لا 800 ريال أو حتى 1500.. إنها لا شيء يا اتحاد الكرة مقابل ما تقدمه لحكام أجانب من الدرجة الثانية!!

بصراحة يا اتحاد الكرة حان وقت حل اللجنة الحالية.. والحل يا اتحاد ليس في الاستعانة بنفس الأسماء التي كنت في سنوات مضت توقفهم وتردعهم لأشهر أو لسنوات أو حتى تبعدهم عن قيادة فريق ما، بل لجنة خبراء من الحكام الأجانب السابقين المشهورين بهدف الارتقاء بحكامك!

يجب أن يدرك اتحاد الكرة أن كل ما يتعرض له الحكام هو سبب في ذلك، وأن ما يحدث ما هو إلا نتاج لتخليه عنهم لأكثر من 30 عاما!