الألقاب.. لا تأتي بالأمنيات!

عبد العزيز الغيامة

TT

منذ أسبوعين تقريبا وحتى أمس ونحن نقرأ ونشاهد ونسمع عن أمنيات بفوز الوحدة بكأس ولي العهد السعودي الذي سيتحدد هوية بطلها الليلة في الشرائع بمكة المكرمة حيث ملعب مدينة الملك عبد العزيز، وهذه الأمنيات طالت حتى الهلاليين لكنهم نسوا في ذات الوقت أن الألقاب لا تهدى ولا تباع وإنما مهرها لا يكون إلا في الملعب، وحينها يفوز من يسكن الشباك أهدافا أكثر!

بالنسبة إلي لا أتمنى أحدا ولا أميل إلى أي من فريقي اليوم اللذين سيتعاركان على ميدان الشرائع.. نعم سيتعاركان لكنه عراك فني ونفسي والأقوى سيفوز عندما ينجح لاعبوه في هز الشباك.. والقوي هنا ليس قوي الجسم بل أقوياء في الذكاء الكروي وفي التحرك وتطبيق التكتيك الذي يرسمه المدرب!

الوحيد الذي رأيته منطقيا ومتعقلا في طرحه هو رئيس رابطة مشجعي الاتحاد صالح القرني عندما تردد أنه سيذهب لمؤازرة الوحدة ضد الهلال.. قال للصحافيين: لن أساند فريقا على حساب آخر.. كلاهما عينان في رأس، أما إن كانت المهمة خارجية فأبشروا بمساندة كل الفرق السعودية!

ربما يرى البعض أنه من الطبيعي جدا أن تتكاثر الأمنيات بفوز الوحدة على اعتبار أن فوز الهلال لن يضيف شيئا للكرة السعودية، أما انتصار الفرسان فسيوسع دائرة التنافس، لكنني هنا وفي تقديري الشخصي أقول لا!

إن دائرة التنافس لا تكون من فريق الوحدة طالما أنه هناك يصارع من أجل البقاء في دوري المحترفين، وإنما نريد دائرة التنافس أن تتسع عندما يكون الطرف قويا مثل الاتحاد أو الشباب أو النصر أو الاتفاق.. هذه هي الفرق التي تنافس الآن أما غيرها فلن تضيف شيئا سوى فريق فاز بالكأس «في تلك السنة»، والأمثال كثيرة إن أردتم التمثيل!

قد يفوز فريق الوحدة والأقرب انتصار الهلال.. هذه هي كرة القدم.. تعطي من يعطيها داخل الملعب، ولو كانت المهارة والسمعة والخبرة كافية لأفادت البرازيل عام 1982 لكن استعراض لاعبيها في ذلك المونديال التاريخي لم يمنحها اللقب، بل ذهب إلى إيطاليا.

كل ما أتمناه اليوم أن تظهر المواجهة الحاسمة بمستوى فني راق، ولن أقول يعكس أداء الكرة السعودية لأن الأخيرة في الحقيقة ليست جيدة بل إنها تائهة ومتواضعة وتبحث عن نفسها منذ سنوات، بينما اتحاد الكرة لا يزال نائما للأسف.. ولعله يستيقظ حتى يعرف قيمة مكانة كرته المتدهورة!

[email protected]