في لقاء المنطق.. والعاطفة تستدير الكرة ولا تستطيل!!

هيا الغامدي

TT

ليس كل ما في نهائي كأس ولي العهد الأمين (حفظه الله) جديد ومختلف، فالثابت والمنطق يحضران مع تخصص الهلال الطرف الثاني، والجديد والمتغير هم «الفرسان» الذين قدموا لهذه البطولة بتراجيديا موقف ركلات الترجيح بالأدوار الماضية، عكس نظيرهم الأزرق الذي أكل بكلتا يديه حتى أشبع البطولة حقها مستوى وتهديفا!! المتابع يلاحظ الحوار الكروي الدفاعي «المغلق» الذي استهدفته استراتيجيات وخطط المدرب العربي مختار بغية الوصول لشفرة حقيقية لنقاط الفيصلي الرائد والاتفاق و(لكن) هل تعتقدون بأن تلك السياسة ستفيد مع فريق كالهلال يتنفس الهجوم ومدجج بالنجوم؟!!

بالمنطق لا، أما بالعاطفة والحمية التعصبية «التجاهلية» لمكانة وإمكانيات المقابل منتظر، لطالما أن هناك إيمانا بمبدأ كل الطرق تؤدي... للكأس!! (يااااا ناس) جميعنا سعدنا بوصول فريق كالوحدة يصارع الآن على الهبوط لدوري الدرجة الأولى ومبتعد سنوات تشكل جيلا بأكمله عن البطولات للنهائي، لكن كرة القدم ليس بها كيمياء شبيهة بالعاطفة... بل بالمنطق والحوار!!

والحوار الكروي المستدير بين أي طرفين إن لم يقم على جمل حقيقية يتفاعل بها كل فريق مع الآخر بطريقة الأخذ والرد والشد والجذب فلن يكون سوى حوار عقيم من طرف واحد، عندها ستستطيل الكرة وتخرج عن محيطها الدائري وتستحيل وتتشرذم!!

صدقوني لن يكون في مصلحة كرتنا السعودية، التي تراجعت للـ 88 عالميا و6 عربيا وباتت كالغريب الذي لا نعرفه، أن نسيّر منافساتنا المحلية بطريقة العاطفة مع الأضعف و(الأحوج) وبالمجاملات التي لا تخلو من (النفاق الرياضي)!! لكن إذا حققت الوحدة البطولة وأكلت بيدها كما أشار لذلك زميلنا صالح السليمان بالشقيقة «الجزيرة» فنحن أول من يبارك لكرتنا السعودية كونها أفرزت فرسانا جددا للمرحلة الكروية المقبلة، ومن منا لا يتمناها لفريق جديد يزيد مع ظهوره من خيارات تفوق الكرة السعودية ومستقبل الأيام؟!!

(لكن)...المضيء بهكذا فكر و(تضادية) مريضة كالتي نراها ونسمعها الآن، والتحزب ضد الطرف (الأقوى) بغية نصر الطرف (الضعيف؟!!) ليس خيارا منطقيا ولا عقلانيا، فمهما كان المقابل للوحدة ليس سوى عينا أخرى بالجبهة النهائية ولا داعي لتلك «العدائية» المعلنة لمجرد كونه بطلا ثابتا للبطولات، يا سادة حكموا المنطق وستجدون أن كرة القدم أجمل وأمتع حينما نسيرها...ولا نخيرها، الوحدة كفريق لديه من الحماس والقوة متى ما استخدمها بالخانة المطلوب تفعيلها بعيدا عن (متاريس الدفاع) مما يجعله في غنى عن عواطف «جبر الخواطر» التي ينسجها المتعصبون الجدد!!

وفي الختام أبارك للفرسان وصولهم بعد سنوات عجاف لهذا النهائي الحلم مع شقيقهم الوجه المعتاد بالمشهد النهائي للكأس، ونتمنى أن نرى من الفريقين كرة قدم حقيقية بعيدا عن الشد والخروج عن النص بشكل يخدش جمالية أول نهائي يقام بمكة المكرمة وتحديدا بملعب الشرائع الذي سيمثل كل الدعم المعنوي والكروي للفريق المستضيف للنهائي، مع إيماني ويقيني بأن الأرض لا تهدي ألقابا ما لم تكن هناك خطة عمل يملأها المنطق باستحقاااااق تتلاشى فيه العواطف والمجاملات، وإن أرجف المرجفون وسئم البائسون ستبقى كرة القدم مستديرة ولن تستطيل.. صدقوني!