المحطة الأوروبية النهائية

أليساندرو دي كالو

TT

ودع الإنتر دوري أبطال أوروبا، محطما مزاعم الصحوة التاريخية والإنجازات الأوروبية التي ملأت الأجواء في الآونة الأخيرة، وسيعود فريق ليوناردو إلى وطنه بهزيمة ثقيلة جديدة، تاركا خلفه أعلام الانتصار الذي كان من المفترض تحقيقه. في مواجهة شالكه ذهابا وإيابا، استقبلت شباك الإنتر سبعة أهداف من العيار الثقيل، بينما لم يسجل الفريق الإيطالي سوى 3 أهداف في شباك غريمه الألماني الذي يمضي قدما على الطريق الأوروبي بفضل أهداف مهاجمه راؤول غونزاليز بلانكو الذي يحتل المركز التاسع في قائمة هدافي الدوري الألماني. من جهة أخرى، قدمت المباراة التي خاضها الإنتر في سان سيرو مؤشرات مبدئية للهزيمة التي لحقت بالفريق في مباراة الإياب حيث بدا الفريق متعبا ومشتتا للغاية. لم يعد الأداء المميز من سمات الإنتر بعد الآن، فالفريق لا ينجح في الوصول إلى هدفه مهما اختلفت خطط اللعب، وافتقد اللاعبون إلى المهارة الهجومية التي طالما ميزتهم عن غيرهم على الصعيدين الأوروبي والمحلي، فضلا عن حالة التدهور التي حلت بجبهة دفاع الفريق.

وإذا ما قارنا بين كفاءة وموهبة فريق الإنتر وغريمه الألماني من الناحية النظرية، فلن يكون هناك أي شك في تفوق الإنتر، سواء من حيث التكتيك أو المهارات الفردية.. ولكن لاعبو شالكه وعلى رأسهم رانجينيك – الذي عاد إلى صفوف الفريق قبل بضعة أسابيع – نجحوا في الإطاحة بخطط ومحاولات ليوناردو، مؤكدين للعالم بأسره أن سقوط الإنتر هذه المرة هو بمثابة المحطة الأخيرة لقطار الفرق الإيطالية التي ودعت البطولة واحدا تلو الآخر بداية من ميلان ثم روما وأخيرا الإنتر. لقد انتهت اللعبة، وأصبح الإنتر في حاجة ماسة إلى إعادة تأسيس والسعي لتحقيق صحوة حقيقية حتى يصبحوا على مستوى الفرق المتأهلة لنصف نهائي الشامبيونز ليغ التي حسمت مسألة تأهلها في جولة الذهاب.

وفي سياق متصل، تأهل مانشستر يونايتد للدور قبل النهائي بعد فوزه على مواطنه تشيلسي في المباراة التي خرج منها الشياطين الحمر أكثر قوة وصلابة بعد أن وضعوا البلوز في مأزق صعب للغاية لا يختلف كثيرا عن موقف الإنتر رغم كبر سن اللاعبين الذين تعدوا حاجز الثلاثين عاما، ولكنهم يتحركون في الملعب كما لو كانوا في بداية العشرينات. وبالصدفة، نجد أن الإنتر وتشيلسي هما الفريقان اللذان تولى تدريبهما من قبل البرتغالي خوسيه مورينهو المنشغل بتأسيس نصب تاريخي وتذكاري جديد مع ريال مدريد. وهنا، لا بد من الإشارة إلى أن النادي الملكي لم يفز خارج أرضه في أي من المباريات الفاصلة منذ عام 2002 في المباراة التي حل بها الفريق ضيفا على غريمه التقليدي برشلونة وانتهت المباراة بفوز «البلانكوس» باللقب التاسع في تاريخ النادي. وها هو الزمان يعيد نفسه وسيضع كامب نو من جديد ليونيل ميسي في مواجهة كريستيانو رونالدو، والفائز منهما سيكون عليه التوجه إلى إنجلترا لتصفية حسابه مع روني.

والآن، لا يسعنا سوى مشاهدة ما يحدث حولنا في أوروبا لعلنا نتعلم شيئا جديدا، ولا بد من الاحتفاظ بآمالنا الخاصة بالمنتخب الإيطالي الذي عاد إلى قائمة أفضل 10 منتخبات في العالم، وهو ما عقب عليه المدير الفني تشيزاري برانديللي قائلا إنها فقط البداية. وربما يفتح أمامنا الآزوري سبيلا جديدا للانتقام من الهزائم التي أسقطتنا من فوق الطريق الأوروبي.