وبدأ العد التنازلي

ألبرتو تشيروتي

TT

الآن، يصيح الميلان، يعيش إيلنر، اللاعب السويسري الذي فتح أمام فريقه أودينيزي الطريق إلى النصر، أما فريق نابولي، الخاسر والغريق، فقد انزلق إلى فارق 6 نقاط عن الصدارة، بينما يظل الإنتر الذي سقط في بارما عند فارق 8 نقاط. قبل 5 جولات من نهاية الدوري. لا حاجة لتغيير قانون البطولة لضمان ذهاب لقب الدوري إلى الميلان خلال فترة وجيزة، وإن كان في كرة القدم كل شيء قد يحدث، مثلما علمتنا مباراة الميلان الرائعة هذا الأسبوع.

لكن، يكفي القيام بحسابات بسيطة لإدراك أن العد التنازلي قد بدأ، نظريا بنقطة أخرى أعلى ممن يأتون خلف الميلان في الترتيب في المواجهات المباشرة، وبفضل عدد من النتائج الكبيرة قد يصير الميلان بطل إيطاليا فعلا يوم السبت 30 أبريل (نيسان) الجاري، من دون اللعب حتى. وبخلاف الحسابات، فإن الهدوء الذي أدار به سيدورف أوركسترا الميلان أمام سمبدوريا، بدا مرة أخرى هو قيمة الأقوياء، إذا ما لاحظنا العصبية التي انتقلت إلى فريق نابولي، قبل وبعد ركلة الجزاء التي أضاعها كافاني، بينما فاز أودينيزي، رغم غياب نجميه دي ناتالي وسانشيز، عن استحقاق مثلما فعل في لقاء الذهاب، وبهذا الفوز يطلق نفسه في الصراع على المركز الرابع خلف لاتسيو، والذي في حقيقة الأمر يحلم أيضا بالمركز الثالث إذا ما نجح في الفوز على الإنتر السبت المقبل على ملعب سان سيرو. في انتظار معرفة متى سيحسم درع الدوري لهذا الموسم، فإننا نعرف أن نابولي قد هزم الميلان في قفزته إلى أعلى في الترتيب، من المركز السابع (صار بعدها السادس) منذ عام مضى إلى الثاني حاليا، بتقدم قدره 16 نقطة، فريق ماتزاري يحوز على إشادة وتصفيق جماهير استاد سان باولو أكثر من متصدر الترتيب، فقد صعد من الدرجة الأولى للسلم إلى أعلاه، بتطور «محدود». لكن، في المطلق، تقول بطولة الدوري إن الميلان يستحق المركز الأول عن جدارة وليس فقط لأنه متربع في صدارة الترتيب في 23 جولة من أصل 33 جولة لعبت إلى الآن. الأرقام تؤكد كفاءة فريق أليغري الذي، علاوة على حفاظه على امتلاك أفضل دفاع في البطولة، لأول مرة انتزع من الإنتر امتلاك أفضل جبهة هجوم في الدوري، مع أودينيزي، بهدف زيادة، 59 مقابل 58 هدفا، مما يظهر توازن الميلان، على المستوى الخططي بوجه عام، ومن الناحية التهديفية خاصة.

لقد اعتمد فريق نابولي فقط تقريبا على كافاني، هداف الفريق برصيد 25 هدفا أمام هامسيك برصيد 10 أهداف، وفعل الإنتر الشيء ذاته مع إيتو، المتوقف منذ أربع جولات عند رصيد 19 هدفا قبل باتزيني وكامبياسو، كلاهما برصيد 6 أهداف. بينما وزع الميلان، الذي كان يبدو معتمدا على إبراهيموفيتش تماما، غالبية أهدافه بين ثلاثة لاعبين، وهم: إبراهيموفيتش نفسه وباتو، كلاهما لديه 14 هدفا، إضافة إلى روبينهو برصيد 11 هدفا، إنه هجوم كبير من أجل لقب دوري خلال فترة قصيرة.