منذ استحداث لجنة الانضباط التابعة للاتحاد السعودي لكرة القدم وأنا أردد دائما أن قراراتها تتم في الغالب بانتقائية تامة، إذ تجدها أحيانا تعاقب مسؤولا، لاعبا، مدربا، أو حتى ناديا، في حين تجدها في الوقت ذاته تتجاهل الطرف الآخر الذي قام بنفس الفعل. وهذه الانتقائية في ظني ليست سوى ضعف من قبل اللجنة التي لم تصل بعد إلى مرحلة الاستقلالية التامة التي يفترض أن تسير عليها وفقا لأحكام الفيفا والاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وهما المنظمتان اللتان فرضتا وجود هذه اللجنة لتحقيق العدالة لكل الكرويين المنضوين للاتحادات الوطنية المحلية؟!.
قبل أيام ظهر الناقد الرياضي عدنان جستنية في برنامج «الجولة» وأكد من خلال رؤيته كناقد رياضي وليس مسؤولا عن المركز الإعلامي في ناديه الاتحاد أن الحكم السعودي سعد الكثيري تعمد التغاضي عن بعض ما جرى في مباراة الأهلي والنصر الشهيرة لتسل لجنة الانضباط سيفها بمعاقبة جستنية مساء أمس!!.
الانتقائية التي أتحدث عنها هي تجاوز لجنة الانضباط ما قاله لاعب النصر سعد الحارثي فضائيا واتهامه التلفزيوني «الصريح» بتعمد سعد الكثيري لعدم احتساب الركلات الجزائية والهدف الذي سجله محمد السهلاوي !!.
هنا أجد السؤال المنطقي الذي يفترض أن يطرح نفسه هو: لماذا هذه الانتقائية يا لجنة الانضباط.. ما الفارق بين ما قاله جستنية وسعد الحارثي.. كلاهما ذهب إلى مسألة التعمد من قبل الحكم الكثيري لكن العقوبات انطلقت إلى الأول وتركت الثاني، وكأن الحارثي فوق القانون ومجرد من العقوبات التي ستصدر بحق أي لاعب أو أي منتم للكرة السعودية!!.
دائما ما أقول إن جزءا من المشكلات التي تعاني منها هذه اللجنة أنها تضع نفسها في مواقف محرجة بهكذا قرارات.. تسل سيفها على مسؤول، مدرب، لاعب، جماهير، فريق لكنها في الجانب الآخر تغمد نفس السيف على المسؤول الآخر والمدرب واللاعب وكذلك الفريق.. إنها يا عشاق الكرة.. تكيل بمكيالين.. تبدو كالأسد أمام من تريد إيقافه.. وتخفي رأسها كالنعامة أمام من لا تريد معاقبته وكأن اللوائح لم تسن إلا لأندية معينة وأشخاص محددين!!.
ليست هذه المرة الأولى التي تفعلها لجنة الانضباط لأن تاريخها مليء بالتجاوزات القانونية رغم قصر فترة مسيرتها واستحداثها على مستوى كرة القدم السعودية..؟!
إنها بأفعالها وعقوباتها «المزاجية» تحاول أن تغذي الجماهير بأن اتحاد الكرة السعودي ولجانه يكيلون بمكاييل مختلفة.. يعاقبون بحسب «اسم الشخص» وقوته ونفوذه وسلطته.. يعاقبون «بحسب أمزجتهم».. هذا أوقفوه وذاك تجاهلوه.. إنه قانون غريب لم أشاهده في أي اتحاد على مستوى العالم!!!.