نابولي.. الوحيد بين الكبار الذي لا يعاني من الديون

لوكا كالاماي

TT

كان الطريق إلى الصحوة طويلا للغاية ومليئا بالمرارة والبكاء على الأمجاد الضائعة، ثم تبدلت الأحوال بعد خروج نابولي من النفق المظلم الذي ظل حبيسه لفترة طويلة، وبات السؤال الذي يطرح نفسه هو: «ماذا سيحدث الآن؟». والإجابة هي: «لا شيء». سيمضي نابولي قدما في تنفيذ مشروع الرئيس دي لورينتيس سواء فاز الفريق بلقب الدوري هذا الموسم أو لم يفز به، حيث إنهم يكتفون حاليا بالتأهل المباشر لمنافسة دوري أبطال أوروبا التي ستدر على النادي المزيد من الإيرادات وسترفع من شأنه عاليا في أوروبا، بينما يظل الهدف الرئيسي من كل ذلك هو إعادة الابتسامة إلى جماهير النادي. ومن أجلهم أيضا، فلن نحاول الغوص في مستقبل هذا النادي أو تحليل سياسته التي ينوي تطبيقها في سوق الانتقالات الصيفية المقبلة، ولكننا سنتحدث عن الأموال والديون.

ستبدأ معظم الأندية الإيطالية الكبرى في التحرك داخل سوق الانتقالات بتسوية الالتزامات القديمة والوفاء بالوعود التي ارتبطوا بها في وقت سابق. ويأتي نادي يوفنتوس على رأس هذه الأندية، حيث سينطلق برصيد ضخم من الديون قد يصل إلى 28 مليون يورو، وهو المبلغ اللازم لإتمام صفقات بعض اللاعبين المستعارين مثل ماتري (11 مليون يورو)، كوالياريلا (10 ملايين يورو) وسيمونى بيبى (7 ملايين يورو)، فضلا عن الصفقات التي يتم حسم قيمتها بعد، مثل عملية شراء أكويلاني من ليفربول. أما بالنسبة إلى الميلان، فهو ليس في حال أفضل بعد أن أنفق 18 مليون يورو مقابل الحصول على خدمات زلاتان إبراهيموفيتش، كما أنهم يستعدون لدفع 2.5 مليون يورو مقابل التعاقد مع أميليا. ولا يختلف الأمر كثيرا بالنسبة إلى روما الذي سيتكبد 10 ملايين يورو مقابل شراء ماركو بوريللو بشكل نهائي من الميلان، وكذلك الإنتر الملتزم بدفع 4 ملايين يورو لتشيزينا في يونيو (حزيران) المقبل، وهو المبلغ اللازم للحصول على الياباني ناغاتومو بشكل نهائي. الشيء نفسه بالنسبة إلى لاتسيو الذي سيدفع 3.5 مليون يورو في صفقة سكولي.

وهكذا نجد أن نابولي هو النادي الوحيد الذي لن يلتزم بدفع أي التزامات مالية في الصيف المقبل، وهو ما سينعكس بشكل إيجابي على الحملة الشرائية الصيفية لهذا النادي. فضلا عن ذلك، سيحصل نابولي على المكافأة الخاصة بالتأهل لدوري أبطال أوروبا من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. من جهة أخرى، لا يمكننا أن نتوقع أن يعقد نابولي صفقات كبيرة كشراء مارادونا آخر، فالأموال المتوفرة لدى النادي سيتم الاستفادة منها في استكمال المسيرة الناجحة والمضي قدما في المشروع الذي وضعه دي لورينتيس، والذي يستند إلى لاعبين من الشباب هما إنلر وجوزيبى روسي. وفي حال عدم فوز نابولي بأية ألقاب هذا الموسم، فسيبقى الشعور بالرضا مخيما على سماء هذا النادي لنجاح لاعبيه في تحقيق أهداف رياضية هامة، والحفاظ على ميزانية النادي. إنه انتصار كبير من شأنه أن يجعل هذا النادي واحدا من أبطال كرة القدم في العالم في المستقبل.