الجنرال أليغري والانقلاب العسكري في خط الوسط

لويجي غارلاندو

TT

لقد كان لاعب خط الوسط، سيدورف، هو صاحب أول أهداف الميلان في مباراة سمبدوريا التي تحولت عمليا لتتويج الميلان بلقب الدوري بعد خسارة منافسيه نابولي والإنتر في نفس الجولة. ومن الناحية الرمزية من المنطقي أن يكون خط الوسط هو صاحب الفضل في الهدف وحسم نتيجة المباراة، لأن أليغري أشعل المنافسة في هذا الخط وطبق معرفته وخبرته على هذا الخط في فريقه. وكان أليغري في البداية قد تعرض لضغط وتم فرض الدفع برونالدينهو وبالقوة الهجومية في الأمام عليه. وقد تظاهر أليغري في البداية أنه يقبل ذلك الأمر وينفذه، وبعد ذلك قام بتخطيط انقلاب عسكري. وقام بإطلاق جنوده (غاتوزو وأمبروزيني وفلاميني) الذين احتلوا منطقة وسط ملعب فريق باري في الجولة الـ10 من الدوري وقاموا بطفرة في أداء فريق الميلان. وبعد أن استعاد أليغري توازن فريق الميلان إثر رحيل رونالدينهو عهد بإدارة منطقة الوسط إلى الثنائي فان بوميل وسيدورف.

وكان الدفع بهذا الثنائي أمرا ضروريا حتى لا ينقسم فريق الميلان إلى خطوط متباعدة، فقد كان ثلاثي الهجوم يحاول بناء هجمات وإحراز الأهداف والبقية يقومون بالتغطية الدفاعية. وتمكن أليغري عن طريق التحركات الدقيقة لفان بوميل والانطلاقات الرأسية لسيدورف واللياقة البدنية والخططية لبواتينغ لاعب الوسط المهاجم من إعادة القوة والكفاءة لخط وسط الميلان ومنح الفريق بأكمله هوية وشخصية مميزة. وكان هذا هو أبرز وأهم ما فعله أليغري مع الميلان هذا الموسم، والسبب الأول في تحقيق الفوز بالدوري، رغم غياب بيرلو لاعب خط الوسط الفذ الذي ظل يؤدي بكفاءة كبيرة لمواسم متعددة. وكانت أفضل مباريات الميلان وخط وسطه هي المباراة التي فاز فيها على الإنتر، والتي فعل فيها ليوناردو عكس ما فعله أليغري تماما حينما أفرغ وسط ملعبه من اللاعبين الأقوياء (موتا وكامبياسو) ليزيد من قوة خط الهجوم. وكان فوز الميلان مرتين أيضا على فريق نابولي القوي بمثابة علامة واضحة على قوة الفريق. وبينما عزز الميلان خط وسطه في شهر يناير (كانون الثاني) بالهولندي فان بوميل، لم يتحرك فريق نابولي لدعم خط وسطه، وكان ذلك بمثابة خطأ كبير لأن الفريق كان يمتلك فرصة ذهبية لا تتكرر كثيرا لتحقيق اللقب. وكان ينبغي على فريق نابولي أن يهتم بتدعيم خط وسطه من خلال لاعبين مميزين على الفور وعدم الاكتفاء بوجود لاعبين يدعمون الثلاثي الهجومي كافاني ولافيتسي وهامسيك.

وبإحرازه لهدف وتألقه مع فريق أودينيزي أمام فريق نابولي أوضح إنلر أودينيزي يوم الأحد الماضي وبطريقة شديدة القسوة مدى القوة التي كان يستطيع منحها لأي فريق ينضم إليه. فقد أثبت اللاعب أنه يمتلك الأداء الجيد والقدرة على التهديف وأيضا الشخصية القوية لأن المهارة الفنية تمنح أيضا الثقة بالنفس. وليس من قبيل المصادفة أن فريق نابولي المتميز هذا الموسم يخسر دائما في المواجهات المباشرة مع الفرق التي تنافس على الصدارة، ولم يكن من قبيل المصادفة أيضا أن ينجح فريق أودينيزي في تحقيق الفوز على نابولي في عقر داره ووسط جماهيره، ودون أبرز لاعبيه سانشيز ودي ناتالي، ففريق أودينيزي يمتلك الكثير من المهارات في وسط الملعب وعلى رأسها إنلر. وقد أخطأ نادي الإنتر هو الآخر عندما لم يدعم خط وسطه المرهق بلاعبين في مثل مستوى رانوكيا وباتزيني. ففريقا برشلونة وريال مدريد يهيمنان ويسيطران على الساحة الدولية والمحلية بفضل لاعبي الوسط الرائعين القادرين على تبادل الكرة في الفريقين. وقد أحسن برانديللي مدرب منتخب إيطاليا استقبال هذه الرسالة المتعلقة بأهمية وسط الملعب، واستعان بمجموعة من اللاعبين القادرين على صنع وبناء الهجمات كنواة لمنتخب إيطاليا الجديد، ويعمل ساكي جاهدا من أجل إيصال هذه الفكرة إلى قطاعات الناشئين. وتؤكد مسيرة الميلان هذا الموسم هذه الحقيقة، فإبراهيموفيتش وباتو لاعبان حاسمان في خط الهجوم، وتياغو سيلفا هو أفضل مدافع في دوري الدرجة الأولى الإيطالي، لكن إنجازات أليغري ونتائجه الرائعة جاءت في الأساس بفضل خط الوسط الذي أجاد التعامل معه.