مساء أول من أمس، امتلأت مدرجات الدرجة الأولى في استاد الملك فهد الدولي، وفرغ المستطيل الأخضر من الروح والأداء الذي يليق بأهمية المباراة والحضور الجميل. أمام السد، ظهر النصر مفككا شاحبا بلا ملامح ولا هوية، خاصة في الشوط الأول، ولم يتعدل الوضع إلا في الثلث الأخير من اللقاء بعد التعديلات والمساندة الجماهيرية الفاعلة.
وزع النصر أظهرته على قطبي بريدة بالمجان، وغرق في شبر نقص حينما رهن الفريق بكامله وطموحات محبيه لغياب الدوخي، الذي مع احترامي له فإنه لا يستطيع أن يلعب أساسيا في الهلال أو الاتحاد أو الشباب، وعندما يهتز فريق بسبب إيقاف لاعب بهذه المواصفات فلك أن تعرف مقاييس المنافسة الحقيقية..!
هذا ليس انتقاصا من العمل المنجز، أو الإمكانات المتوافرة، والعناصر الجيدة، لكن لا بد من انتقاد الأخطاء البيّنة التي ربما تطمس (رغم محدوديتها) جهودا كبيرة، حيث إن بعض الهفوات البسيطة ينطبق عليها قول «ومعظم النار من مستصغر الشرر»!!
المدرب كرر غلطاته وأثبت افتقاده للجرأة، فالنصر ضعيف دفاعيا، وحينما يلعب بطريقة حذرة يضاعف ضعفه ويعطل قوته ولا يستطيع حماية مرماه، بينما يخف الضغط عليه حينما يستخدم أسلحته الهجومية ويقلل من خطورة الخصم عليه.. شاهدنا ذلك في مباريات كثيرة تنوعت صورها فيما إطارها واحد!
من حسن حظ النصر أن نتيجة باختاكور والاستقلال حافظت على تطلعاته، لكن التعادل في مواجهته القادمة أمام الأول لن يكون كتعادله مع السد. ويبقى السؤال المهم: هل سيستفيد السيد دراغان من دروس الماضي القريب أم سيستمر في تسليم النتيجة ثم محاولة اللحاق؟!!
الحارثي والمشاعر
يقول السير فيرغسون «إن وظيفتي هي أن أدير مانشستر يونايتد، وأن أحقق النتائج، ولا أختلف في هذا عن أي مدير فني آخر».. جاء ذلك ضمن إشارته إلى إمكانية تسريح بعض اللاعبين، وهو يضيف «من الفظيع أن أقول هذا ولكن المشاعر لا مكان لها في هذه المهنة»..!
تذكرت وأنا أقرأ كلام فيرغسون موضوع تجديد عقد اللاعب سعد الحارثي الذي أخذ مساحة واسعة من الشد والجذب، خاصة أن سعد نجم واع يعرف حقيقة الاحتراف، ويدرك أنه مثلما حق له البحث عن مقابل أعلى فإن من حق النادي تقييم الأمور وتقديم مصلحة.
صحيح أن الوضع هنا مختلف (قليلا) عنه في إنجلترا!!.. فالتحديات بين الأندية تلعب دورا نشطا من تحت الطاولة، وهذا الدور يصب في مصلحة حتى أنصاف اللاعبين، غير أن النجم الذكي يعرف بالتأكيد أن هناك أشياء لا تقدر بثمن ربما يخسرها من أجل فارق ليس بالكبير!