بواس مدرب بورتو الذي يشبه تراباتوني كثيرا

لويجي جارلاندو

TT

يكمل المدرب البرتغالي أندري فياس بواس خلال الموسم القادم عامه الـ35، وهو بالتالي سيكون أصغر سنا من جيوفاني تراباتوني الذي تولى تدريب اليوفي عام 1976 وهو في سن الـ37. لقد تعلم فياس بواس الذي ترددت مؤخرا أنباء عن توليه تدريب اليوفي في الموسم القادم خلفا لديل نيري، فن التدريب على يدي مورينهو في ناديي بورتو والإنتر، مثلما تعلم تراباتوني أصول التدريب على يدي نيريو روكو في الميلان. وبالتالي يعتبر بواس وتراباتوني اثنين من كبار مدربي كرة القدم في العالم. ويحمل ترشيح بواس الملقب «بخبير نادي بورتو» لتدريب اليوفي في الموسم القادم شيئا هاما من ملامح الماضي ومغزى كبيرا فيما يتعلق بالدوري الإيطالي لكرة القدم. ويكفي فقط أن نتخيل تدريب بواس لليوفي إذا صحت الأنباء التي تقول إن مورينهو سيعود لتدريب الإنتر الموسم القادم. لقد تشاجر الأستاذ وتلميذه العام الماضي عندما قرر التلميذ أن يذهب لمكان آخر يصبح فيه أستاذا. فقد كان فياس بواس بمثابة عين مورينهو التي تراقب وتدرس المنافسين. وبعد ذلك قرر فياس بواس أن يستخدم عينيه لحسابه الشخصي وترك موقعه كمساعد لمورينهو وتولى تدريب بورتو البرتغالي وحقق لقب الدوري معه في أول موسم له دون أي يلقى أي هزيمة وقبل 5 جولات كاملة من نهاية المسابقة. ولا شك أن وجود الصديقين السابقين في موقع المنافسة مع فريقي اليوفي والإنتر سيجعل من بطولة الدوري الإيطالي قصة رائعة الموسم القادم. وبالطبع ترحب جماهير نادي اليوفي أن يتولى قيادة فريقها أحد أعداء مورينهو، ذلك المدرب الذي فاز بالكثير من الألقاب مع الإنتر وكان يسخر دائما من إخفاقات الفرق الأخرى وخروجها خالية الوفاض من جميع البطولات.

وبغض النظر عن هذه المنافسة وما تعنيه، فإن ما يهم هو السيرة الذاتية للمدرب البرتغالي فياس بواس، والتي تتشابه مع اثنين آخرين من المدربين المرشحين لتدريب اليوفي، وهما روبرتو مانشيني وسباليتي. وكان اليوفي قبل موسمين قد اتبع سياسة البحث عن مدربين يشبهون غوارديولا مدرب برشلونة وعهد بتدريب الفريق إلى تشيرو فيرارا الذي يمتلك موهبة كبيرة كمدرب (وهو ما يثبته الآن مع منتخب إيطاليا تحت 21 عاما) لكنه دفع ثمن عدم خبرته. وفي هذا الموسم تحول اليوفي إلى الجانب المقابل، حيث تعاقد مع المدرب المحنك صاحب الخبرة الكبيرة ديل نيري الذي منح الفريق شكلا محددا، لكنه ظهر عديم الموهبة والإبداع في عالم طرق اللعب الجديدة التي تعتمد على حرية انتقال اللاعبين وتحركاتهم في ظل تمسكه بطريقة 4/4/2 القديمة والخالية من الإبداع. ولعل أبرز دليل على ذلك هو أكويلاني لاعب اليوفي الذي كان يظهر مع منتخب إيطاليا بقيادة برانديللي بسعادة ورشاقة كبيرة وكأنه طالب هرب من المدرسة إلى مدينة الملاهي.

إن فياس بواس ومانشيني وسباليتي مدربون معتادون على التنقل بين الدول المختلفة وقد درسوا جميعا في الخارج. ويستطيعون جميعا بمجرد وجودهم والصورة المعروفة عنهم منح اليوفي قيمة وثقلا دوليا مختلفا عن الوضع الحالي. وجميعهم يمتلكون الكثير من الخبرات والإنجازات، لكنهم ما زالوا في سن الشباب وما زالوا قادرين على صنع حقبة هامة في تاريخ نادي اليوفي، مثلما فعل تراباتوني وليبي اللذان توليا تدريب اليوفي في سن الـ42. إن فريق اليوفي بلاعبيه الشباب الذين يحتاجون إلى صقل موهبتهم مثل بونوتشي ودي تشيلي وماركيزيو وماتري يناسبه مدرب شاب وكفء وطموح. ويصغر أندريا أنيللي رئيس نادي اليوفي أندري فياس بواس بعامين فقط. أندريا وأندري، إنهما حقا مستقبل نادي اليوفي.