مأساة الهبوط لدوري الدرجة الثانية

ماركو إياريا

TT

يتبع الهبوط من الدرجة الأولى إلى الثانية الكثير من المشكلات الاقتصادية حيث تتقلص إيرادات الأندية بشكل مخيف مقارنة بربحها قبل الهبوط، فضلا عن المكانة الرياضية التي يفقدها الفريق، وهو ما يؤثر سلبا على اللاعبين، فيتحول الأمر إلى مأساة درامية للنادي وكذلك للجماهير. لا شك أن هناك فرقا شاسعا بين دوريي الدرجة الأولى والثانية، وهو ما يتضح جليا في الفارق بين إجمالي رأس المال المستثمر في كلتا المنافستين: 1.7 مليار يورو في الدرجة الأولى في مقابل 200 مليون يورو في الدرجة الثانية، مع وضع حقوق البث التلفزيوني التي تحصل عليها الأندية في الاعتبار. وإذا ما اتخذنا من نادي كاتانيا مثالا لتوضيح السطور السابقة، سنجد أن معدل أرباحه من حقوق البث التلفزيوني عقب الصعود لدوري الدرجة الأولى بات يتراوح بين 26 و30 مليون يورو في مقابل 6 ملايين يورو عندما كان في دوري الدرجة الثانية. وعلى ذلك، يصبح الهبوط لدوري الثانية بمثابة خسارة مالية كبيرة لملاك الأندية، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع نسبة العجز إلى 700 مليون يورو في السنوات العشر الأخيرة.

إذن، ما الذي يحدث للنادي الذي يتعرض للهبوط؟ في البداية، يبدأ الرعاة الرسميون له في التخلي عنه، وتبتعد الجماهير شيئا فشيئا (ولكن أتالانتا كان نموذجا استثنائيا حيث نجح ملاكه الجدد في الحفاظ على مكانته في قلوب الجماهير). ويصبح الإبقاء على اللاعبين أصحاب الأجور المرتفعة أمرا صعبا للغاية مثلما حدث مع ريجينا الذي هبط إلى دوري الدرجة الثانية منذ عام، حيث انخفضت إيراداته من 29.5 إلى 15.8 مليون يورو، مما اضطر إدارة النادي إلى خفض الرواتب بحد أقصى 12 مليون يورو في العام. وبعد ذلك، طالب النادي الاتحاد الإيطالي لكرة القدم بالسماح بخفض رواتب اللاعبين بنسبة 30 في المائة بسبب الهبوط، وهو ما عارضته رابطة لاعبي كرة القدم الإيطالية بشكل كبير.

من جهة أخرى، تلعب فترة البقاء في دوري الدرجة الأولى دورا محوريا في حالة الأندية الاقتصادية، وهو ما قد يعوض الأندية عن الخسارة الكبيرة التي تلحق بها عند الهبوط حيث لا يتضمن الدوري الإيطالي بشكل عام أي ضمانات مالية للأندية على عكس إنجلترا. وفي هذا الشأن، صرح أحد مسؤولي أندية الدرجة الثانية قائلا «النظام الإيطالي لا يضع في اعتباره الضعفاء ولا يهتم سوى بالأقوياء». وفي حال هبوط فريق سمبدوريا إلى دوري الدرجة الثانية، فإن أحدا لا يعلم كيف سيكون مستقبل هذا الفريق، فمن قبله هبط فريق اليوفي ووجد نفسه في مواجهة الكثير من الصعوبات. ونتمنى أن تسير الأمور بشكل أفضل في المراحل المتبقية من المنافسة.